يناقش وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعهم التنسيقي السنوي في نيويورك الجمعة القادم ، المبادرات المقدمة من بعض الدول الأعضاء بهدف الوصول إلى خطة عمل لمواجهة الموجة المتصاعدة لأعمال التحريض والكراهية ضد الإسلام ورموزه والمسلمين في الغرب، وتنفيذ القرارات الخاصة بالإساءة إلى الأديان.وبينت المصادر أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى خلال الأسبوعين الماضيين بذل جهودا واضحة أسفرت عن نجاح الأمانة العامة في أن يتصدر موضوع الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وانتشار ظاهرة الكراهية ضد الإسلام (الإسلاموفوبيا) جدول أعمال الاجتماع السنوي التنسيقي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الذي يعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وأضافت المصادر أن الأمين العام سوف يركز في خطابه أمام وزراء خارجية الدول الأعضاء على الخطط التي تعمل عليها منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة ظاهره الإساءة إلى الدين الإسلامي ورموزه.وكان إحسان أوغلى قد بدأ تحركات دبلوماسية مكثفة منذ خروج الفيلم المسيء، حيث أجرى اتصالات رفيعة المستوى سعيا لتوفير رد دولي موحد، ووجه رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، وتم الاتصال كذلك بالدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، وكاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك استكشافا للسبل والطرق التي تضمن الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال التي تهدف إلى التحريض وما ينتج عنها من أعمال عنف.وشدد الأمين العام في وقت سابق على أن منظمة التعاون الإسلامي سترمي بكامل ثقلها السياسي لوضع حد لهذه الأعمال الشنيعة، إذ "لا تجرح هذه الأعمال المشاعر الدينية للمسلمين فحسب، إنما تظل تهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم".وتأتي تحركات الأمين العام امتدادا للإنجاز الذي حققته منظمة التعاون الإسلامي على مستوى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باعتماد القرار 16/18، الأمر الذي سيساعد في الدفاع عن حقوق المسلمين في ظل التمييز الذي يواجهونه على أساس دينهم.وأشارت المصادر إلى أن المجتمع الدولي بحاجة للقيام بعمل جاد موحد فيما يتصل بتنفيذ القانون الدولي الذي يحذر بوضوح من أية دعوة للكراهية الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العدوان أو العنف. يشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي طالبت في اجتماعات الأممالمتحدة أمس الثلاثاء ، بمنع أشكال التعبير عن كراهية الإسلام بالقانون مثلما تمنع بعض الدول التعبير عن معاداة السامية أو إنكار وقوع المحرقة النازية. ونددت باكستان متحدثة نيابة عن الدول الأعضاء بالفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنتج في الولاياتالمتحدة.وقال سفير باكستان زامير أكرم في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "مثل هذه الأحداث توضح بجلاء الحاجة الملحة لأن توفر الدول حماية كافية من جرائم أفعال الكراهية وحديث الكراهية والتمييز والترهيب والإكراه الناجم عن التشهير واستخدام الصور النمطية السلبية للأديان والتحريض على الكراهية الدينية وكذلك تحقير الرموز الدينية".