استأنفت يوم الاثنين بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا قمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان السودان سلفاكير ميارديت في يومها الثاني وبرعاية الاتحاد الافريقي وسط توقعات أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لحل النزاعات العالقة بين البلدين من بينها تقسيم النفط وترسيم الحدود. ويحضر المحادثات المباشرة بين الرئيسين رئيس وزراء اثيوبيا هايلى مريام ديسالجين بجانب رئيس آلية الوساطة الافريقية ثابو امبيكي . ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع حسب مصادر سودانية " الموضوعات ذات الصبغة الأمنية خاصة موضوع منطقتي أبيي والميل 14 بالإضافة إلي الاستمرار في الموضوعات التي بدأتها القمة الثنائية يوم أمس بين الرئيس البشير والرئيس سلفا كير حول مجمل الملفات الاقتصادية ذات الصلة بالملف الأمني". وكان الرئيسان البشير وسلفا كير عقدا أمس الأحد قمة ثنائية لمناقشة القضايا العالقة بين بلديهما بغية التوصل الى اتفاق نهائى. وتواصل القمة مناقشة الموضوعات التي لا تزال تقف إلى الآن حجر عثرة في سبيل التوصل إلى اتفاق وأبرزها منطقة الميل 14. وتعتبر منطقة الميل 14 التى تقع فى الحدود مع ولاية شرق دارفور السودانية ودولة جنوب السودان منطقة استراتيجية مهمة للطرفين حيث تتوفر فيها الأراضي الخصبة والمراعى الطبيعية والمياه. وتقع منطقة الميل 14 على مسافة تتراوح ما بين 5 إلى 6 كيلومترات شمال خط حدود الأول من يناير 1956 من الأراضى السودانية بالقرب من مناطق يابوس وأورو والفونج بولاية النيل الأزرق. وكانت آلية الوساطة الافريقية قد قدمت مقترحات وخريطة بشأن المنطقة والتى وافقت الخرطوم عليها بينما رفضتها جوبا. وأكدت الخرطوم موافقتها على الخريطة المقدمة من الوساطة الإفريقية بالاتفاق بين الدولتين على ضرورة وضع ترتيبات خاصة لمنطقة الميل 14 المتنازع عليها بين الطرفين. وتتعلق القضايا العالقة بين البلدين بتقاسم عائدات النفط وترسيم الحدود وتبعية بعض المناطق الحدودية وخاصة منطقة أبيي الغنية بالنفط واقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود. وبدت توقعات الجانبين متفائلة جدا في امكانية التوصل الى اتفاقات ترضي الطرفين رغم بعض الاختلافات التي لاتزال قائمة . وفي هذا الاطار قال المتحدث بإسم وفد جنوب السودان إلى المحادثات عاطف كير إنه "لا تزال هناك اختلافات لكن فرق المفاوضين تعمل على تقريب الفوارق بين الرئيسين" معبرا عن أمله في "التوصل إلى اتفاق". وكان المتحدث باسم الوفد السوداني بدر الدين عبد الله قد أعلن في وقت سابق أن "هناك بعض الاختلافات لكن كل المشاكل مطروحة على الطاولة وأن الجانبين سيبحثانها". وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الأثيوبي برهان جبر كريستوس في تعقيبه على آفاق القمة "لقد طرحت النقاط على الطاولة وأظن انهما سيتعاملان مع القضية الجوهرية... ويحدونا أمل وتفاؤل كبيران بأن الأمور ستمضي قدما". وتوقع مسؤولون في وفدي البلدين أن يوقع سلفاكير والبشير اتفاقات خلال القمة تتعلق بتعزيز التجارة ومنح مواطني كل دولة حق الإقامة لمواطني الدولة الأخرىوينظر إلى قمة الرئيسين على أنها سبيل أمام الجانبين لتحقيق اختراقة من أجل تجنب العقوبات الدولية إذ انها تأتى بعد يوم واحد من المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي للبلدين كى يتوصلا إلى اتفاق. وفى قراره رقم 2046 حذر مجلس الامن الدولى من انه سيفرض عقوبات على الدولتين إذا فشلتا فى تسوية القضايا العالقة بينهما وتوقيع اتفاق بحلول السبت. وتم تحديد المهلة بعد الاشتباكات واسعة النطاق التى وقعت فى مارس عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة نفطية خاضعة لسيطرة السودان فردت الأخيرة على الاولى بالغارات والقصف الجوى. واصدر الامين العام للامم المتحدة بان كى مون بيانا يوم الجمعة الماضي اعرب فيه عن تفاؤله ازاء قلة الخلافات بين حكومتى السودان وجنوب السودات حول مجموعة القضايا العالقة" ودعا البلدين الى" التوصل الى اتفاق شامل" حول القضايا الثنائية لدى اجتماع الرئيسين فى اثيوبيا. من جهته قال الاتحاد الافريقى فى بيان اول امس السبت انه يتطلع إلى القمة ويشجع الرئيسين على اغتنام هذه الفرصة الفريدة للتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة في العلاقات ما بعد الانفصال بين البلدين. واضاف البيان ان الأزمة التي تؤثر على السودان وجنوب السودان هي أزمة افريقية ولذلك يقع على أفريقيا واجب مساعدة الدولتين فى التوصل إلى حل دائم. واعلن جنوب السودان انفصاله رسميا عن السودان فى 9 جويلية 2011 عقب اجراء استفتاء تقرير مصير صوت فيه حوالى 99 فى المائة من سكان الجنوب لصالح الاستقلال.