أعلن رئيس الاكوادور المنتهية ولايته رافاييل كوريا، احد قادة اليسار في اميركا اللاتينية، أمس الاحد فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة على رأس هذا البلد بسكانه البالغ عددهم 15 مليونا، مؤكدا ان "ثورته" لن يوقفها شيء.وقال كوريا "شكرا على هذه الثقة. لن نخذلكم ابدا، هذا الفوز هو لكم"، وذلك في كلمته من على شرفة القصر الرئاسي الذي تجمع امامه عشرات الالاف من انصاره.وأضاف "هذه الثورة، لا احد يوقفها. اننا نصنع التاريخ".وتقدم كوريا بفارق كبير عن ابرز منافسيه المصرفي المحافظ غويليرمو لاسو الذي حصل على 24% من الاصوات بحسب تعداد جزئي للاصوات اعلن نتائجه المجلس الوطني الانتخابي.وقبيل ذلك، اظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات رأي اجريت لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع وبثتها قنوات التلفزيون اعادة انتخاب كوريا لولاية رئاسية جديدة من الدورة الاولى.وأعطت نتائج استطلاعات الرأي المنشورة بعد دقائق من اقفال صناديق الاقتراع كوريا 58% الى 61% من الاصوات، متقدما على لاسو.واقر لاسو مساء بهزيمته امام الرئيس المنتهية ولايته.وقال خلال خطاب امام انصاره اثناء تجمع لهم في مرفأ غواياكيل (جنوب غرب) "هذه الليلة، علي الاقرار بانتصار الرئيس رافاييل كوريا".وأضاف لاسو ان كوريا "فاز بولاية جديدة وهذا الامر يستحق احترامنا".وللفوز من الدورة الاولى، يكفي لكوريا الحصول على اكثرية الاصوات او حتى على 40% من الاصوات مع تقدم بعشر نقاط على الاقل على منافسه المباشر.ولاسو الذي شغل منصب وزير المال لفترة وجيزة قبل ان تطيح به الازمة الاقتصادية التي اسفرت عن ربط الاقتصاد بالدولار عام 2000، فرض نفسه زعيما للمعارضة بصفته "الزعيم السياسي الثاني في الاكوادور".وبعد الاعلان عن النتائج، اجتاحت الشوارع الرايات الخضراء بلون الحزب الرئاسي وسط هتافات الحشود التي رددت "رافاييل، نحبك" واطلاق السائقين العنان لابواق سياراتهم.وأكد رودريغو فيليشيتاس وهو رب عائلة يبلغ 43 عاما لفرانس برس "انني امل ان يواصل كوريا الحد من الفقر وإعطاء مزيد من العمل للاكوادوريين".وبعد ان رجحت استطلاعات الراي منذ اسابيع فوزه، بات الرئيس يرمي الى الحصول على اكثرية مطلقة في البرلمان حيث لا يملك حزبه سوى 42% من المقاعد، بعد الانتخابات العامة الاحد والتي اختار خلالها الاكوادوريون ممثليهم.ويعيش قرابة 30% من الاكوادوريين تحت خط الفقر بحسب اخر تقرير عن البنك الدولي عام 2011، وهي نسبة تعهدت الحكومة بتخفيضها الى 16%.وقد عرف كوريا، العدو اللدود لليبرالية الحديثة الذي قدم من عائلة متواضعة ودرس بفضل منحة دراسية في جامعة اميركية، بمواقفه المتعنتة.فبعدما فرض تعليق الديون الخارجية، اجبر الشركات النفطية الاجنبية على دفع حصص اكبر بأربعة اضعاف للدولة من اجل تمويل برامج في قطاعي الصحة والتعليم.وقد ادى شق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات باقناع عدد كبير من الاكوادوريين بإعادة انتخابه العام 2009 بعد تبني دستور مستلهم من الاشتراكية.وشهدت البلاد التي هزتها ازمة ادت الى ربط الاقتصاد بالدولار في 2009 عندما كان لاسو وزير للمالية لفترة قصيرة، تعاقب سبعة رؤساء على الاقل خلال عشر سنوات قبل وصول كوريا الى السلطة.ولكن كراهية معارضيه لم تضعف ايضا.وتتهم اوساط الاعمال كوريا بدفع رؤساء الاموال الى الهرب وزيادة الانفاق العام.ويخوض كوريا ايضا حربا مع المجموعات الخاصة للاتصالات.ويشن كوريا باستمرار حربا علنية على وسائل الاعلام الكبيرة الخاصة التي يتهمتها بدعم تمرد للشرطة ضده في 2010.كما يتهمه معارضوه الذين يصفونه بالمستبد وغير المتسامح، بأنه يريد ان يحل محل حليفه الفنزويلي هوغو تشافيز في رفع راية "مناهضة الامبريالية الاميركية" وان كان يبدي موقفا اكثر براغماتية حيال الولاياتالمتحدة.ولكن رغم قلق المنظمات الدولية، يؤكد كوريا انه مدافع عن حرية التعبير بعدما منح اللجوء الى مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج اللاجىء منذ ثمانية اشهر في سفارة الاكوادور في لندن والذي كشف اسرار الدبلوماسية الاميركية.وقد اثار كوريا غضب الولاياتالمتحدة بإعلانه هذا.وبعيد اعادة انتخابه، دعا كوريا الى ايجاد "حل سريع" لقضية اسانج الذي بات مصيره "بين ايدي اوروبا".