خلفت اشتباكات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان ومسلحين بمدينة أبيي بولاية جنوب كردفان لحد الآن ثمانين قتيلا وعددا غير محدد من الجرحى. وأضاف مصدر سوداني أن آلاف المدنيين نزحوا من المنطقة طلبا للنجاة في وقت اضطر فيه آخرون إلى الاحتماء بقوات الجيش السوداني هربا من القصف المدفعي بين الطرفين الذي أدى إلى حرق سوق المدينة بالكامل إضافة لعدد من المنازل. وكان عبد الرسول النور-أحد قيادات قبيلة المسيرية بالمنطقة- أعلن في وقت سابق أن أكثر من 340 شخصا بينهم أطفال ونساء ما زالوا محاصرين بسبب القصف وسط أبيى، بينما لجأ آخرون إلى بعثة الأممالمتحدةبالمدينة. ومن جهتها أعلنت الأممالمتحدة إجلاء 250 من موظفيها بالمدينة بعد ثلاثة أيام من هذه الاشتباكات. وأوضح المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة بالسودان خالد منصور أن هذا الإجراء يأتي بعد أن أصبحت سلامة وأمن الموظفين الأمميين معرضة للخطر، مضيفا أنه تم الاحتفاظ بأربعمائة من قوات حفظ السلام الدوليين في أبيي. ووصف منصور الوضع بالمدينة بأنه مقلق، مشيرا إلى وجود العديد من الجثت ملقاة بالشوارع. وأضاف أن الأوضاع قابلة للانفجار هناك بسبب عدم تنفيذ الاتفاق الخاص بأبيي، مشيرا إلى أن الأطراف المتنازعة اجتمعت واتفقت على طرد العناصر المسلحة ووقف إطلاق النار. وكانت شرارة هذه الاشتباكات اندلعت بعد شجار بين جنديين من الجيش الشعبي لتحرير السودان ومسلحين قالت الحركة الشعبية إنهم مدعومون من قبل الجيش السوداني، الأمر الذي نفاه الأخير. ويذكر أن منطقة أبيي الغنية بالنفط، التي تعيش فيها قبائل المسيرية العربية وقبائل الدينكا الجنوبية، سبق أن شهدت في أوقات متفرقة مواجهات بين الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان وأفراد قبيلة المسيرية خلفت عددا من القتلى. ويتهم سلفاكير ميارديت نائب الرئيس السوداني حزب المؤتمر الوطني -شريك الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكم- بتسليح قبيلة المسيرية في مواجهاتها مع الجيش الشعبي بمنطقة أبيي. ولم تحل اتفاقية السلام الشامل -التي جرى التوصل إليها عام 2005 وأنهت حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت عقدين من الزمان- الوضع في المنطقة. وفي سياق متصل تواصل الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي تترأس الحكومة الإقليمية في الجنوب- عقد مؤتمرها الثاني بمدينة جوبا. وذكرت مصادر أن أشغال هذا المؤتمر التي تستمر ستة أيام تركز على دراسة قضايا التنمية والإعمار وتنفيذ اتفاقية السلام والتحول الديمقراطي وكذا تحقيق الاستقرار بالسودان.