تعرف قنوات السقي بولاية غليزان ودوائرها ندرة حادة في مياه السقي، إذ أصبحت معظم الأراضي الفلاحية تعاني الجفاف جراء هذا المشكل والذي زادت حدته خلال هذه السنة نتيجة شح السماء. قنوات السقي هذه الممتدة من حي الشهداء بوادي ارهيو مرورا بجديوية ووصولا إلى المدخل الغربي لدائرة الحمادنة والتي انتهت بها الأشغال منذ ديسمبر 2006 ورغم ملايير السنتيمات التي صرفت عليها، حيث قدرتها بعض مصادر النهار الجديد بحوالي 347 مليار سنتيم، ورغم كل هذا الأموال التي صرفت إلا أنها بقيت جسدا بلا روح، حيث لم تزرها مياه السقي منذ أن انتهت الأشغال بها وبقيت هكذا دون أن تتحرك السلطات المعنية وتوقف هذه المهزلة خاصة وأن معظم الفلاحين أصبحوا يعانون الأمرين نتيجة غياب مياه السقي. وفي ظل القوانين التي منعتهم من حفر الآبار ليصيروا بذلك بين مطرقة القوانين التي تمنع حفر الآبار وسندان غياب مياه السقي عن هذه القنوات، ويتساءل بعض الفلاحين الذين التقت بهم جريدة النهار من خلال جولة قامت بها إلى مناطق فلاحية مختلفة من تراب الولاية عن مصير مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية في ظل غياب مياه السقي و ما مدى أهمية إنجاز هذه القنوات في ظل عدم وجود المياه، وقد أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم العميق من هذا المشكل الذي رأوا بأنه كان من المفروض إما تزويدهم بمياه السقي عبر القنوات أو ترك الحرية لهم بحفر الآبار، وأمام استحالة الخيار الثاني طالب هؤلاء عبر جريدة "النهار" بتزويدهم بالمياه حتى لا تجف هذه الأراضي التي هي مصدر رزق الكثير منهم، حيث هدد الكثير منهم بهجر هذه الأراضي نهائيا إن لم تسارع السلطات المعنية يإيجاد حل لهم، وقد تم تسجيل نفور عدد كبير من الفلاحين من الأراضي الفلاحية نتيجة العراقيل المفروضة عليهم من حيث غياب الدعم الفلاحي وارتفاع أسعار المازوت والأسمدة الكيمائية والبذور، ناهيك عن مشاكل أخرى لا حصر لها يعانيها الفلاح الغليزاني. من جهة أخرى ونتيجة للجفاف الذي أصبح السيمة الغالبة بمعظم الأراضي التي كانت بالأمس القريب تكتسي حلة خضراء اضطر عدد كبير من الموالين ببيع مواشيهم بأبخس الأثمان مفضلين بذلك موتها جوعا وفي ظل كل هذه المشاكل يبقى الفلاح المتضرر الأول والأخير. تجدر الإشارة إلى أن جريدة النهار حاولت الاتصال بمدير فرع وادي ارهيو للري بحوض الشلف الأسفل إلا أنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريح معللا بأنه غير مخول بالحديث للصحافة لتتواصل معاناة الفلاح بصفة خاصة وتتواصل معها معاناة المواطن الجزائري على وجه العموم.