تعرف قنوات الري بولاية الطارف ودوائرها ندرة حادة في مياه السقي، إذ أصبحت معظم الأراضي الفلاحية تعاني الجفاف جراء هذا المشكل والذي زادت حدته خلال هذه السنة نتيجة شح السماء من جهة وعزوف الفلاحين عن تسديد المستحقات. فرغم كل الأموال التي صرفت في هذا المجال إلا أنها بقيت جسدا بلا روح، حيث لم تصلها مياه السقي منذ أن انتهت أشغال التهيئة بها، خاصة وأن معظم الفلاحين أصبحوا يعانون الأمرين نتيجة غياب مياه السقي. وفي ظل القوانين التي منعتهم من حفر الآبار ليصيروا بذلك بين مطرقة القوانين التي تمنع حفر الآبار وسندان غياب مياه السقي عن هذه القنوات، ويتساءل بعض الفلاحين الذين التقت بهم جريدة الفجر من خلال جولة قامت بها إلى مناطق فلاحية مختلفة من تراب الولاية عن مصير مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية في ظل غياب مياه السقي وما مدى أهمية إنجاز هذه القنوات في ظل عدم وجود المياه، وقد أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم العميق من هذا المشكل الذي يرون بأنه كان من المفروض إما تزويدهم بمياه السقي عبر القنوات أوترك الحرية لهم بحفر الآبار، وأمام استحالة الخيار الثاني طالب هؤلاء بتزويدهم بالمياه حتى لا تجف هذه الأراضي التي هي مصدر رزق الكثير منهم، وهدد الكثير منهم بهجر هذه الأراضي نهائيا إن لم تسارع السلطات المعنية بإيجاد حل لهم، وقد تم تسجيل نفور عدد كبير من الفلاحين من الأراضي الفلاحية نتيجة العراقيل المفروضة عليهم من حيث ارتفاع أسعار المازوت والأسمدة الكيمائية والبذور، ناهيك عن مشاكل أخرى لا حصر لها يعانيها الفلاح الطارفي. من جهة أخرى ونتيجة للجفاف الذي أصبح السمة الغالبة بمعظم الأراضي التي كانت بالأمس القريب تكتسي حلة خضراء اضطر عدد كبير من الموالين ببيع مواشيهم بأبخس الأثمان مفضلين بذلك موتها جوعا والتحول إلى أنشطة مغايرة. وفي ظل كل هذه المشاكل يبقى الفلاح المتضرر الأول والأخير.