رجحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تكون هناك فرصة أكبر كى تكون حركة الاحتجاجات الأخيرة فى البرازيل سببا لتعزيز الديمقراطية فى البلاد فى نهاية المطاف، ودللت الصحيفة الأمريكية- فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم، الأحد- على هذا الأمر، بالبيان الذى أدلت به الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، وأعربت فيه عن فخرها بخروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع فى عدة مدن للمطالبة بالتغيير، وأن حكومتها ستستمع إلى الأصوات الداعية إلى التغيير، إضافة إلى أن حجم المظاهرات يظهر حيوية ديمقراطية البلاد وقوة صوت الشارع وحضارية الشعب البرازيلى". ورأت الصحيفة أنه بالرغم من وجود قدر من التشابه فى العوامل المشتركة التى أدت إلى اندلاع الاضطرابات الشعبية فى البرازيل وتركيا؛ إلا أنه يبدو أن الأخيرة تفتقر إلى نفس الفرص التى تمتلكها البرازيل فى تعزيز النهج الديمقراطى للبلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن كلا الحكومتين وقعتا فى خطأ استخدام العنف ردا على الاحتجاجات، حيث هاجمت شرطة مكافحة الشغب فى البرازيل المتظاهرين بوحشية، واستخدمت ضدهم الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطى؛ أما فى تركيا فكانت عملية القمع أسوأ، حيث شنت الشرطة هجمات متكررة لاستعادة السيطرة على ساحة تقسيم فى إسطنبول، وتجرى الآن مداهمات لاعتقال منظمى الاحتجاجات. وأضافت الصحيفة أن كلا البلدين يعانى أيضا مما وصفته بالتخلف الديمقراطى، فأحزاب المعارضة فى البلدين متخاذلة ولا تقدم بديلا معقولا، كما أن روسيف تسعى كى تفوز فى انتخابات الرئاسة البرازيلية بفترة ولاية أخرى، ويسعى رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، فى الوقت ذاته لإجراء تغييرات دستورية من شأنها أن تسمح له بأن يتولى رئاسة البلاد.