كانت تهم بالحديث وفجأة شعرت برغبة في الصمت ... - لا .. لا أريد أن أحكي ... كرهت الحديث والحكي، نفس الأسطوانة أعيدها في كل مرة - نعم هذا يحدث كثيرا، لكن لا تقلقي نفسك، لدينا متسع من الوقت لنتحدث أكثر. - ربما في الجلسات القادمة، ستشعرين برغبة في الحديث، خذي كل وقتك وراحتك، ولن أكتب لك عن موعد آخر، سأترك لك حرية تحديد الموعد، كلما شعرت برغبة في الحديث تعالي. - نعم هكذا أفضل، أشكرك دكتورة - إلى اللقاء حورية .. لا تنسي، كلما احتجني تعالي. سيكون هناك حل لكل مشكل ... اتفقنا؟ - إن شاء الله خرجت من مكتب المختصة، وجدت امرأة ورجل، كانا في الانتظار هما كذلك، أحست بنوع من التفاؤل. قبل سنتين كان من يتردد على عيادة المختص نفسيا يعد في نظر الآخرين مجنونا. خرجت من العيادة، لم تشأ العودة إلى البيت، فضلت أن تذهب إلى العاصمة تهيم قليلا في شوارعها المكتظة، حيث لا أحد يكترث للآخر وهي غارقة في تفكيرها ... لا تأبه هي الأخرى بأحد، فقط تنظر إلى الأطفال بعمر "رابح" ... تذكرت اليوم عيد ميلاده يجب أن تدخل إلى البيت لكن الوقت لن يكفيها لتحضر الحلوى، لذلك اشترت قالبا من الحلوى. - لدي الشاي سأقدمها رفقة إبريق الشاي ..تقول في نفسها. وصلت متأخرة إلى البيت، حيث وجدت الأولاد في انتظارها، كانوا قلقين عليها ومستغربين من طريقة دخولها وهي تحمل في يدها قالب الحلوى ... غيرت ملابسها، قضت صلاة الظهر، العصر والمغرب ومباشرة توجهت نحو المطبخ، لحقت بها نادية.. - هل أنت بخير؟ تركتك متعبة هذا الصباح. لم تجبها، أدركت نادية أن للأمر علاقة برابح. وفي الليل جمعت الأولاد وقدمت "قالب الحلوى"، تساءل الأولاد، بأي مناسبة؟ - عيد ميلاد رابح ... - فقال لها فؤاد أمي أمازلت لم تنسي ذلك الموضوع؟ - أنا لم أنسه يوما ولن أسمح لكم بذلك. وانفجرت بالبكاء... فاجتمع عندها الأولاد، لا تبكي يا أمي سيعود. زوجها لم يرد التعليق، دخل غرفته وأغلق الباب ولما دخلت عليه، وجدته في انتظارها وبدأ يلومها.. - ألم تنسي الموضوع بعد؟ بعد كل ما فعلته لازلت تنتظرين الوهم؟ - إنه ليس وهما، هو إحساس، لا يمكنك أن تدركه يجب عليك أولا أن تؤمن به وتؤمن أن الله قادر على كل شيء ..