حلّ وسط ميدان المنتخب الوطني للمحليين واتحاد العاصمة نصر الدين خوالد ضيفا على مقر جريدة “الهدّاف“، وأبينا إلا أن نخصّه بحوار خارج عن المألوف تمكنا من خلاله اكتشاف الشخصية الحقيقية لهذا اللاعب المتخلّق القادم من الجنوب الجزائري والذي قدم صورة مشرّفة عن سكان مدينة بسكرة في مختلف المجالات، وعرّجنا كذلك إلى عدة نقاط تطالعونها في هذا الحوار الشيق الذي أجريناه في جلسة جمعتنا بخوالد احتسينا خلالها الشاي الصحراوي معا ولم نشعر إطلاقا بعقارب الساعة وهي تدور. ------- “بن شيخة مثال المدرب الناجح، إيغيل ساعدني، سعدي أعاد لي الثقة ولن أسامح لوبيلو“ “غازي هبّلني في النيجر بأنني في بلدي هناك وأمام إخوتي” “زماموش بمثابة أخي وريّال أعز أصدقائي في الإتحاد” “تعلّمت الكثير في إتحاد العاصمة ولا يمكنني أن أنكر ذلك” “أضرب موعدا لدراڤ في البلاي ستايشن هذه المرة” ------ ❊ كيف هي أحوالك ناصر؟ بخير والحمد لله، كل شيء يسير على أحسن ما يرام. ❊ من هو خوالد؟ خوالد نصر الدين من مواليد 16 أفريل 1986 ببسكرة، ترعرعت وكبرت هناك وبدأت مشواري الكروي في المدرسة الكروية لاتحاد بسكرة أين تدرجت في كل الأصناف إلى غاية صنف الأكابر، فبعدما قضيت ثلاثة مواسم مع هذا الصنف انتقلت إلى اتحاد وها أنا في موسمي الرابع على التوالي في اتحاد العاصمة. ❊ يلقبونك ب “فلافيو” الأنغولي، ألا يزعجك ذلك؟ لا إطلاقا فهذا اللاعب معروف وقد شبهوني به في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي جرت في أنغولا أين برز هذا اللاعب بشكل ملفت للانتباه خاصة أنه يسجل أهدافا كثيرة بالرأس، وعليه فلا يزعجني هذا اللقب تماما. ❊ أنت ذا بشرة سمراء، هل تصنف نفسك أكثر من السود أو البيض؟ السود. ❊ لماذا؟ لأن غالبية سكان بسكرة من أصحاب البشرة السمراء والسوداء، ومن جهتي فوالدي أسود البشرة ووالدتي شقراء وعليه فأنا أتبع والدي في كل شيء (يضحك). ❊ وما رأيك في العنصرية؟ إنه تمييز قبيح جدا وحتى هنا في الجزائر توجد بعض العنصرية للأسف ولكن ليس بالبشرة ولكن بالجهوية والجميع يعلم بذلك. ❊ هل سبق لك و أن عانيت من هذا الجانب؟ أنا، لا الحمد لله لم أعان من هذا الجانب وليس لدي أي عقدة بسبب بشرتي لأن العبرة في الأفعال والأخلاق وليس في لون البشرة وما شابه ذلك. ❊ هناك قصة طريفة حدثت لك في النيجر من قبل في هذا الجانب، أليس كذلك؟ نعم منذ سنتين أو أكثر تنقلت مع فريقي اتحاد العاصمة لإجراء مباراة هناك، وهناك “هبلوني“ رفاقي وعلى رأسهم كريم (يقصد غازي) بأنني مع أخوتي في النيجر نظرا للون البشرة المتشابه كثيرا. ❊ وهل أزعجك ذلك؟ لا أبدا، لقد كانوا يمازحونني فقط وهذا من أجل الخروج عن الروتين والملل لا غير فلما ترى سكان النيجر فإنهم يشبهونني كثيرا حقا (يضحك). ❊ كيف هي طباعك؟ أنا هادئ كثيرا خارج الميدان والجميع يعرف ذلك. ❊ لكن داخل الميدان لا أظن ذلك، أليس كذلك؟ نعم معك حق في هذا الجانب، فحرارة الميدان تجبرك على الاحتكاك بعدة لاعبين لكن بعد انتهاء كل لقاء أعتذر لغيري وتعود المياه إلى مجاريها. ❊ هل أنت كثير البلبلة؟ لا أبدا أنا أفضل الاستماع أكثر لغيري من أجل الاستفادة بدل الحديث من دون فائدة ولكنني كثير الضحك. ❊ لو يطالبك والد زوجتك بالإمضاء على عقد بأنك سوف لن تضرب ابنته إلى الأبد، هل ستوافق؟ لا أوافق بطبيعة الحال، صحيح أنني لن أضربها، لكن إذا أمضيت على هذا العقد فإنني سأمضي على شهادة تعاستي في هذه الحياة بحكم أنني سأكون مقيدا وأنا لا أريد أن أكون كذلك. ❊ ما هو هدفك في هذه الحياة؟ أنا لا أزال شابا وفي مقتبل العمر وينتظرني الكثير لأعيشه إن شاء الله، وعليه فأعول كثيرا على مواصلة النجاحات في المجال الرياضي والذهاب بعيدا. ❊ هل تقصد الاحتراف مثلا؟ لم لا كل شيء يبقى ممكنا، فاللاعب الجزائري يملك مؤهلات كبيرة ولا يحب أن يخجل بها خارج أرض الوطن ووحده العمل الجاد والصارم الذي يوصلك إلى هدفك. ❊ صارت هناك عقدة كبيرة للاعب المحلي مؤخرا مقارنة باللاعب المحترف، أليس كذلك؟ في هذه النقطة أشاطرك الرأي فمنذ تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال كل الأنظار صارت مشدودة باتجاه اللاعبين المغتربين ونقصت شعبية اللاعب المحلي وهو ما أثر في نفسية الكثيرين للأسف. ❊ ماذا تنوي أن تفعل بعد نهاية مشوارك الكروي؟ شرعت في التفكير الجدي في هذه النقطة بالذات وتأكد أنني سأتحول إلى التجارة بنسبة كبيرة. ❊ إذن ستبتعد عن كرة القدم؟ نعم سأبتعد عنها وأعيش حياة أخرى بعد اعتزالي لعب كرة القدم. ❊ كيف ستكون زوجتك؟ متدينة بالدرجة الأولى ومتخلقة بالإضافة إلى الجمال الذي يعتبر شرطا رئيسيا بطبيعة الحال(يضحك). ❊ وهل قلبك محجوز؟ لا، فقد كان كذلك لكنني حرّ من أي ارتباط في الوقت الراهن وكل شيء بالمكتوب. ❊ متى ستتزوج؟ لا أدري متى ولكن سيكون ذلك في السنوات القليلة القادمة لأنه من ضمن أهدافي المستقبلية. ❊ من هي المرأة التي تعجبك، فنانة كانت أو ممثلة؟ إنها الفنانة المشرقية أصالة نصري. ❊ ومن هي الشخصية التاريخية التي تأثرت بها؟ إنه “سيدي عڤبة“ والجميع يعتبره قدوة حسنة في بسكرة. ❊ تقصد عقبة بن نافع، أليس كذلك؟ نعم هو بالضبط، ولولاه لما وجدت برشلونة ولما تمكن ميسي من اللعب في الكامب نو حاليا (يضحك) بحكم أنه هو من فتح المغرب العربي وبعده طارق بن زياد الذي فتح الأندلس. ❊ أين تحلم بقضاء عطلتك السنوية؟ تعودت الذهاب إلى تونس، وأتمنى الذهاب إلى تركيا لأن هذا البلد سياحي ورائع. ❊ من هو الشخص الذي لا تريد أن يكون معك في العطلة؟ إنه صديقي إبراهيم(يضحك). ❊ لماذا؟ لأنه كثير الشخير ولا يمكنني أن أبيت معه لأنه صعب للغاية ولما يكون معي لا أنام طيلة الليل. ❊ هل لديك أصدقاء كثر؟ لا ليسوا كثيرين، فهم 5 لا أكثر ولا أقل. هل يمكن أن تسميهم لنا؟ إنه إبراهيم صديق الطفولة في بسكرة، النوي، إسلام وصديقي المقرب يونس بالإضافة إلى “زيما“. ❊ كيف هي علاقتك مع والديك؟ علاقة رائعة فأنا أتصل دائما بهما وأشاور والدي في كل خطوة أقوم بها وأنا والوالدة لا تنقطع الاتصالات الهاتفية فيما بيننا ولا يمكنك أن تتصور لما أتلقى إصابة كيف تلومني على اختياري كرة القدم، ولا أخفي عنك أن أحسن شيء في هذه الدنيا هما الوالدان وبفضلها أنا في هذا المكان وأدعو الله فقط أن يقدّرني على رد جميلهما عليّ. ❊ كم أنتم في البيت؟ 7 بالإضافة إلى الوالدين. (أربعة ذكور وثلاث إناث) وأنا أكبرهم. ❊ وهل يوجد من أخوتك من يمارس كرة القدم؟ نعم لديّ شقيقي محمد العربي الذي يلعب حاليا في اتحاد بسكرة ويبلغ من العمر 21 سنة ويفكر في الرحيل. ❊ ما هو أحسن لقاء بالنسبة لك؟ هو لقاء الصعود إلى القسم الأول مع اتحاد بسكرة أمام سريع المحمدية حين سجلت الهدف الأول واللقاء انتهى بفوزنا بثنائية نظيفة. ❊ وأسوأ ذكرى، ما هي؟ لما قدمت مباراة كبيرة في نصف نهائي الكأس وفزنا على شبيبة القبائل بأربعة أهداف لكنني تلقيت الإنذار ولم أتمكن من المشاركة في النهائي ذلك الموسم أمام مولودية الجزائر وبقيت “تحرق في قلبي“ كثيرا. ❊ لو لم تكن لاعبا في كرة القدم، ماذا كنت ستفعل؟ هذه النقطة لم أفكر فيها مطلقا بحكم أنني كنت متوسطا في دراستي ولكنني فكرت في أن أصبح تقنيا ساميا في الإعلام الآلي. ❊ ما هو مستواك الدراسي؟ التاسعة أساسي، فبعد إخفاقي في الامتحان الأول تفرغت لكرة القدم خاصة أنني كنت في المنتخب الوطني للأصناف الصغرى حينها. ❊ وما هي المادة التي كنت متفوقا فيها؟ إنها الرياضيات، ولا يمكن أن تتصور مدى اشمئزازي من مواد الحفظ(يضحك). ❊ ألم تندم لعدم مواصلتك الدراسة؟ نعم لقد ندمت كثيرا فكلما كان المستوى الدراسي عاليا كلما ازدادت فرصك في النجاح في هذه الدنيا. ❊ متى شعرت بالظلم في حياتك؟ في اتحاد العاصمي في موسمي الأول لما كان المدرب الفرنسي لوبيلو، شعرت بالظلم كثيرا بحيث وصل بي الأمر للتفكير في العودة إلى اتحاد بسكرة. ❊ ماهو اللون الذي تفضله؟ الأبيض. ❊ لماذا؟ لأنني ذا بشرة سمراء ولمّا أرتدي الأبيض “يخرج عليّ بزاف“. ❊ ماذا يعني لك فريق اتحاد العاصمة؟ لقد تعلمت الكثير في اتحاد العاصمة ولا يمكنني أن أنكر خير هذا النادي العريق، وقد أصبحت من محبيه ومن أول مناصريه على الرغم من أنني أناصر في القلب فريقي اتحاد بسكرة الذي أتمنى له العودة إلى الأقسام العليا. ❊ ماذا تفعل في أوقات الفراغ؟ أقضيها مع أصدقائي في بن عكنون إلى جانب زماموش، إسلام بالإضافة إلى منير (زغدود) وبعد العشاء نلعب “البلاي ستايشن” ولا أعتقد أن هناك من بإمكانه التفوق عليّ في هذه اللعبة. ❊ الكلام نفسه قاله دراڤ مهاجم مولودية الجزائر عن البلاي ستايشن وأكد بأنه لاعب لا يهزم؟ أنا لا أحبذ الكلام كثيرا (يضحك) أدعوه لمباراة ومن الآن أقول له إنني سألعب بفريق مورينيو إنتير ميلانو وعليه اختيار فريق. ❊ لقد التقيتما كثيرا في الميدان وهناك من يقول إنكما عدوان، ما قولك؟ لا أبدا دراڤ إنسان رائع وهو صديقي في المنتخب الوطني للمحليين، لكن لما يتعلق الأمر ب “داربي“ الإتحاد والمولودية نصبح مثل الإخوة الأعداء (يضحك). ❊ ما هو فيلمك المفضل؟ سلسلة “بريزون بريك“ والممثل سكوفيلد رائع وفيه كل صفات الرجل الشجاع والذكي، وهناك فيلم “كايل“. ❊ ما هو ذوقك في الغناء؟ أنا متعدد الأذواق ولكنني أميل أكثر إلى الأغنية العصرية أي “الراي” والإيقاعية. ❊ وما هي الأغنية المفضلة لديك؟ ليست هناك أغنية محددة، فأنا أحبذ كثيرا أغاني هواري المنار والشاب خالد. ❊ ما هو الشيء الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟ إنه الهاتف النقال، فحتى لو وصلت إلى الملعب وأجد نفسي قد نسيته فغالبا ما أعود لأنني سأجد اتصالات عديدة ومن الصعب إيجاد الحجج المناسبة (يضحك). ❊ وهل تحب المطالعة؟ نعم. ❊ وماذا تطالع؟ جريدة “الهداف“ كل صبيحة، لقد أصبحت من الضروريات الله غالب مثل الخبز والحليب. ❊ والشيء الذي لا يمكنك أن تبخل فيه إطلاقا؟ الملابس و”التبياش“ فأنا أقتني الكثير من دون أن أدرك. ❊ ما هو الزي الذي تفضله؟ الباسكيت، سروال جين، وقميص عادي. ❊ ما هي أغلى الملابس التي اقتنيتها؟ باسكيت لاكوست ب 200 أورو الصائفة الفارطة. ❊ 4*4 أو فيراري؟ فيراري يا أخي إنها ماركة مذهلة. ❊ ما هي الهدية التي تحلم بأن تقدم لك؟ ساعة من الطراز الرفيع و لو أن عيد ميلادي قد مضى ولا أحد تشرف بإهدائي ساعة اليد. ❊ ما هو البلد الذي تتمنى قضاء بقية حياتك فيه؟ الجزائر يا أخي، لا يوجد أحسن من هنا. في العاصمة أو تعود إلى بسكرة؟ سأعود إلى بسكرة بطبيعة الحال، فهناك أجد راحتي أكثر من أي مكان آخر إلى جانب الأهل والأقارب والأصحاب. ❊ ماذا تعني لك بسكرة؟ إنها كل شيء بالنسبة لي، فقد ترعرت هناك والهواء هناك منعش والناس طيبون للغاية بالإضافة إلى أنها مدينة سياحية وتعتبر بوابة الجنوب الجزائري. ❊ وما هو المكان الذي تجد فيه راحتك أكثر؟ إنها غابة صغيرة يحرسها صديقي اسمها الحاجب، فلما أكون هناك أشعر وكأنني في جنة ولا يمكنني أن أغيرها بالدنيا وما فيها. ❊ وما هي آخر مرة ذهبت إلى هناك؟ منذ أسبوع فقط. ❊ ما هو طبقك المفضل؟ شخشوختنا. ❊ ومن تتولى تحضيرها؟ إنها الجدة (يضحك) الله “يحفظهالنا“ فلا يمكنني تمالك نفسي أمامها إطلاقا. ❊ هل تجيد الطهي؟ لا لست ماهرا و لا أنصحك بأكل ما أطهوه لأنه غير لذيذ. ❊ ما هي هذه الأطباق؟ العجائن وكل شيء سهل. ❊ من هو لاعبك المفضل في العالم؟ في السابق زيدان وحاليا ميسي، يا أخي إنه ساحر وظاهرة في كرة القدم ومن حسن حظنا أنه لا يلعب في الجزائر (يضحك). ❊ ما هو الفريق الذي تناصره في الخارج؟ برشلونة من دون منازع إنه فريق الأحلام ويقدم مستويات كبيرة. ❊ ومن هو اللاعب الذي تمنيت اللعب إلى جانبه؟ لقد لعبت أمام كل الذين تمنيت اللعب إلى جانبهم على غرار عمور، زغدود، دزيري، غازي وآخرين. ❊ ما هي أول مرة شعرت بأنك صرت مشهورا؟ في أول لقاء لي أمام المحمدية في بسكرة. ❊ وبماذا شعرت حينها بكل صراحة؟ لقد شعرت بأنني شخصية والجميع يحبني وهذا أمر رائع وهو ما منحتنا إياه كرة القدم. ❊ من هو صديقك المقرب حاليا في اتحاد العاصمة؟ إنه ريال علي. ❊ القرية أو المدينة؟ المدينة. ❊ البحار أو الجبال؟ البحار خاصة في الصيف. ❊ ماذا منحتك كرة القدم؟ كل شيء، معرفة الرجال والحمد لله بالإضافة إلى كسب احترام الآخرين والشهرة فقد شرفت اسم عائلتي على مستوى القطر الوطني. ❊ وماذا تحب أكثر في هذه الرياضة؟ الحماس في التدريبات بالإضافة إلى الانتصارات. ❊ كلمة قصيرة عن أبرز المدربين الذين أشرفوا عليك؟ بن شيخة مثال المدرب الناجح، إيغيل أشرف على ترقيتي ولن أنسى خيره، وسعدي أعاد لي الثقة من جديد ولوبيلو لن أسامحه. ❊ من هو اللاعب الذي يزعجك كثيرا في بطولتنا؟ عمار عمور. ❊ ومن هو اللاعب الذي ليس محظوظا معك؟ إنه حاج عيسى لاعب وفاق سطيف. ❊ كف ترى حظوظ “الخضر“ في المونديال القادم؟ نتمنى مشاركة مشرفة بطبيعة الحال. ❊ وهل لك أن تتكهن بنتائج لقاءات مجموعتنا؟ أمام سلوفينيا نفوز بهدف نظيف، وأمام إنجلترا ننهزم بهدفين نظيفين، أما مع الولاياتالمتحدةالأمريكية فإننا سنتعادل ونمر إلى الدور المقبل مثلما حدث في أنغولا. ❊ إذا شبّ حريق في غرفتك، ماذا ستفعل؟ أفلت بجلدي ولا يهمني أي شيء آخر.