أقصي أمس، الملاكم الجزائري عبد الحفيظ بن شبلة، في الدور ربع النهائي لمنافسات الملاكمة، عقب هزيمته أمام ملاكم صيني بنتيجة إحدى عشرة نقطة مقابل سبع نقاط، في منازلة عرفت تحيزا فاضحا للحكام الذين تغاضوا عن أغلب النقاط التي سجلها الملاكم الجزائري، بينما سجلوا الكثير من النقاط الوهمية لمنافسه، في خرجة كان يسعى من خلالها الحكام إلى تقديم خدمة للملاكم الصيني على اعتبار أن بلاده هي التي تنظم الأولمبياد. إقصاء بن شبلة وبغض النظر عن الأسباب التي كانت وراءه، كرس مرة أخرى النتائج الهزيلة التي حصدتها الرياضة الجزائرية في أكبر تجمع رياضي عالمي، وجاء ليؤكد الواقع المر الذي تتخبط فيه الرياضة التي لم تتخط بعد سياسة المشاركة من أجل المشاركة أو التنقل من أجل كسب المزيد من التجربة والخبرة، رغم أن الإمكانيات التي تزخر بها الجزائر تفوق ضعف ما تحوزه بعض الدول الأخرى التي نالت الكثير من الميداليات. النتيجة التي وصلت إليها الرياضة الجزائرية هي انعكاس طبيعي لغياب تخطيط فعلي للنهوض بالقطاع الذي أضحى مرتعا حقيقيا للكثير من الطفيليين وأصحاب المصالح، الذين حولوا بعض الاتحاديات الرياضية إلى ملكيات خاصة غايتهم الأولى منها هي تذاكر السفر وتكاليف المهمات إلى الخارج، بدليل أن الجمعيات العامة لبعض الاتحاديات الرياضية لا لغة فيها سوى لغة الشجار بالكراسي وتبادل التهم والشتائم. الحديث عن نتائج الأولمبياد يجرنا للحديث عن دور اللجنة الأولمبية الجزائرية التي ما فتئ رئيسها بيراف التأكيد في كل مرة أن المشاركة ستكون مميزة، هذه المرة، وأن الوفد الجزائري سيمحي هذه المرة خيبة الأمل التي كانت في أثينا، غير أن النتائج المحققة إلى غاية أمس فندت كل التصريحات التي أدلى بها بيراف، بدليل أن الكثير من الرياضات التي صرفت عليها الدولة أموالا طائلة عادت بخفي حنين من بكين على غرار السباحة والمصارعة والملاكمة التي أصابتها عدوى الهزائم.