تعيش السيدة ليلى مكتفي وهي أم لأربعة أطفال، داخل سيارة نقل عمومي استفادت منها في إطار تشغيل الشباب بعد أن سدت في وجهها كل الأبواب بالإضافة إلى عجزها عن تسديد إيجار منزل يؤويها رفقة أبنائها، ليلى المطلقة أكدت ل"النهار" أنها عجزت في الحصول على سكن اجتماعي بالرغم من إيداعها لملف لأكثر من 20 سنة، كما أن السيدة ليلى قامت بمنح ابنها سيارة نفعية للعمل بها نهارا لنقل البضائع من أجل جلب قوتهم اليومي وتحويلها ليلا إلى مأوى، ليلى أكدت أن مشكلة السكن بدأت سنة 1996عندما اضطر زوجها السابق إلى مغادرة سكن عائلته بعد وجود خلاف عائلي حول الميراث مما اضطر بهما الحال لإيجار سكن في مناطق مختلفة بولاية البليدة ولمدة 11 سنة، وبعد أن عجز زوجها المعاق حركيا عن تسديد ثمن الإيجار تعقدت الأمور ونتج عنه الطلاق بالتراضي سنة 2011، المطلقة انتقلت وقتها إلى بيت شقيقتها للعيش معها قبل أن تجد نفسها في الشارع حيث راسلت كلا من والي البليدة ورئيس دائرة البليدة ورئيس المجلس الشعبي الولائي و"مير" البليدة لكن لا حياة لمن تنادي، السيدة أكدت أن رئيس دائرة البليدة رفض حتى استقبلها عكس والي البليدة الذي طلب من ممثله الاستماع إلى انشغالها قبل أن يعاد توجيهها إلى رئيس الدائرة، معانات السيدة استمرت بعد أن توجهت إلى دار الرحمة بالعاصمة، حيث رفض استقبالها بحجة أن المكان مخصص لعجزة ولمرضى السلطان لتتوجه إلى دار الرحمة ببئر الخادم ودار العجزة بسيد موسى لتجد نفس الإجابة، بالرغم من تحويل سيارة النفعية إلى مأوى لم تسلم السيدة من تحرشات المنحرفين واللصوص ليلا بباب السبت وسط المدينةالبليدة، حيث تمت سرقة أحذيتهم ليلا مما اضطر بها الحال التوجه بالقرب من مقر الأمن الحضري الثاني بفروجة من أجل النوم في أمان حسب تصريح هذه الأخيرة التي أكدت أنها تخشى على مصير أبنائها خاصة وأن حالتهم الدراسية غير مستقرة بالإضافة إلى معاناتهم من عدة أمراض في ظل غياب السلطات المحلية للتكفل بهم.