تعززت الجهود العلمية في مجال كشف خبايا المنطقة من الناحيتين البيئية و الجيولوجية باكتشاف جديد من طرف جمعية العلوم و حماية البيئة التي يرأسها الباحث الأستاذ أحمد صيقع الخبير في مجال الكائنات الحية ومنشئ متحف الأحياء ببلدية المنيعة و الذي أمضى أزيد من عشرين سنة في دراسة بحيرة حاسي القارة المصنفة محمية طبيعية دولية وفقا لاتفاقية رامصار هذا الاكتشاف تمثل في بحيرة مشقردل وهي التسمية المحلية حسب أهالي المنطقة وحسب الخريطة الجغرافية تسمى مشغردن و التي كانت بحيرة عظيمة في بدايات الحقبة الجيولوجية الرابعة ثم جفت حيث نشير أن هذا الموقع تشكل في الحقبة الجيولوجية الثانية في العصر الطباشيري خلال الفترة التورونية و بعد انحسار البحار القديمة خلال الأحقاب الجيولوجية اللاحقة أصبح بحيرة عظيمة في الحقبة الجيولوجية الرابعة كما تم الذكر و الموقع عبارة عن منخفض كبير يحيط به حزام سميك من الكثبان الرملية الرسوبية من الحقبة الرابعة تعلوه كثبان رملية ريحية حديثة ويمتد من الغرب الشمالي إلى الشرق على طول حوالي 11 كلم ويحد هذا الحوض من الشمال جرف صخري جيري غيرمنتظم تعلوه كثبان رملية ريحية و تقدر مساحة حوض بحيرة مشقردل ب 2000 هكتار ويبعد عن المنيعة جنوبا بنحو 30 كلم أي قرب المحيط الفلاحي حاسي الطويل التابع إداريا لبلدية حاسي القارة والولوج لهذا الوقع صعب جدا بسبب البنية الجزئية للتربة التي هي من نوع الفشفاش أي تربة رملية دقيقة مخلوطة بحبيبات دقيقة من الجص و يستحيل التقدم بالسيارة أو المشي على الأقدام لكون التربة تغوص فيها الأقدام لحد الركبة مما يجعل التقدم في المكان متعبا و مرهقا جدا على مسافة كيلومترين من الجهة الجنوبية و كذلك بسبب الحزام الرملي المانع طبيعيا للتقدم و الولوج للبحيرة لأن ارتفاع الحزام الرملي يبلغ حوالي 40 مترا و سمكه نحو 30 مترا لكن يوجد مسلك آخر من ناحية الشمال عبر منطقة حاسي غانم البعيدة عن المنيعة شمالا بأزيد من 60 كلم لكنه مسلك صعب بسبب كثبانه الرملية و أحواضه الضخمة من الرمال و الجص حيث يفضل الصعود فوق الجرف الصخري أو السير بمحاذاته بحذر . وحسب رئيس جمعية العلوم و حماية البيئة بالمنيعة فإن الحياة عادت لهذه البحيرة القديمة الميتة منذ نحو 20 سنة بعد إنشاء محيط حاسي الطويل الفلاحي على الطريق الوطني رقم 01 نحو تميمون وذلك بفعل المياه المتسربة من السقي و المنصرفة طبيعيا إلى هذا المنخفض نظرا لنفاذية التربة كما أنه تم اكتشاف أن الطيور المهاجرة تتخذ من بحيرة مشقردل مكانا آمنا تلجأ إليه في حال تعرضها للخطر ببحيرة حاسي القارة .و تساهم البحيرة المكتشفة مستقبلا دون شك في حل مشكلة مياه الصرف الصحي لمدينة المنيعة الجديدة لأن الجيوب الرملية الجصية بها ستعمل على امتصاص المواد العضوية العالقة في المياه القذرة و تعمل على تصفية المياه لتجمع بعدها المياه الصافية في بحيرة مشقردل دون الحاجة إلى محطة للتصفية كما ستحول البحيرة دون إنشاء مستنقعات راكدة تنبعث منها الحشرات السامة و الجراثيم الممرضة وخلاصة القول أن موقع بحيرة مشقردل بالغ الأهمية لصحة الإنسان و الحفاظ على التنوع الأحيائي الذي تزخر به المنطقة ويحقق توازن طبيعي مختل في المنطقة .