بعدما أصبح من الصعب الحصول على منصب شغل سواء في أكبر المدن الجزائرية أو خارجها، يفضل معظم الشباب العمل بالعاصمة لاحتضانها لأكبر المؤسسات الخاصة والعمومية و الإدارات ، لكن معظمهم يعاني من مشكل المأوى فيضطر إلى استئجار غرفة أو أستوديو بأسعار باهظة، ما دفع بالعديد منهم إلى الاشتراك في استئجار منزل. فتيات أو ذكور من كل ولايات الوطن يستأجرون غرفا و استديوهات من اجل العمل بالعاصمة في المجال الذي يناسب تخصصهم، والتقرب أكثر من مكان العمل، لكن ارتفاع أسعار الإيجار سواء في الفنادق أو من خلال الوكالات العقارية، ما دفع بالعديد من الشباب من الجنسين الاشتراك في المأوى، كما أكدته مجموعة متكونة من 5 فتيات قدمن من مختلف ولايات الوطن بحثا عن العمل بالعاصمة استأجرن أستوديو بدالي إبراهيم بسعر 25 ألف دج ، و تؤكد الانسة "ل" من بجاية أستاذة في الابتدائي أنها ورفيقاتها اضطررن إلى استئجار هذا الأستوديو لأن صاحبه هو الوحيد الذي لم يفرض عليهن دفع تسبيق عام كامل من الإيجار، لان معظم المستأجرين يشترطون الدفع المسبق، و هنا يكمن نفس المشكل في الوكالات العقارية، وتضيف "س" من عين الدفلى أنها ومجموعتها يدفعن 25 ألف دج شهريا بالإضافة إلى دفع فاتورة الكهرباء والماء، و كذا دون أي رخصة تثبت الكراء، و تحدثت إلينا "ك" من تيزي وزو التي لا تزال تعاني من البطالة أن عائلتها تبعث لها بالمال في انتظار الحصول على منصب شغل . الاستئجار بطريقة غير قانونية أحسن من اللجوء إلى وكالة عقارية التقينا 4 شبان بشارع بلوزداد مقر استئجارهم لأستوديو بمبلغ 8 آلاف دج شهريا ، حيث صرح لنا "م" من الجلفة موظف بإحدى المؤسسات العمومية أن الاستئجار بطريقة -غير قانونية- أحسن من اللجوء إلى وكالة عقارية لان معظمهم يستغلون المستأجر خاصة و نحن عمال بسطاء لا نستطيع دفع مبالغ باهظة من اجل الإيجار، و فضلت "س" من عنابة عاملة بوكالة اشهارية ببوزريعة استئجار سرير عند واحدة من النساء المعروفات في المناطق الشعبية بالعاصمة التي تقوم باستئجار أسرة بمنزلها مقابل 6 آلاف دج للسرير لقربها من مكان العمل، فضلا عن الاستئجار بالفنادق التي ترفض في غالب الأحيان الفتيات، و في هذا السياق دخلت النهار أحد الفنادق بالعاصمة التي تسئجر بأسعار تتراوح ما بين 400 و 700 دج لليوم، وأكد مسؤول بفندق بالعاصمة " إننا نرفض استقبال الفتيات لان الفندق واجه عدة مرات مشاكل معهن بسبب تصرفات مخلة بالحياء، وتحديد مواعيد مع الشبان و نحن نحارب العلاقات الجنسية بالفندق و هو ما يشوه سمعتنا ".