أضحت العديد من فنادقنا من شرق البلاد إلى غربها مرورا بوسطها بؤرا لممارسة الرذيلة ومرتعا للفساد، تزدهر بها حركة من يبحثون عن المتعة المحرمة، ويجدون ضالتهم في اللحوم البشرية المعروضة بأسعار بخسة، أو باستدراج فتيات يوقعنهن باسم الحب والهيام• دخلت ''الفجر'' بيوت الدعارة ''الموثقة'' لتقصي ما يجري بغرفها في ظل غياب الرقابة، ولنأتيكم بما تخفيه جدرانها المنمقة• تجولنا في بعض البلديات الساحلية بالعاصمة للإطلاع على ما يحدث بفنادقنا، لفت انتباهنا أزواج من شباب وبنات واقفين بالقرب من بوابة فندق بأحد الشواطئ الغربية، تقربنا منهم وكلنا شغف وفضول لمعرفة سبب وجودهم بالقرب من ذلك الفندق، دخلنا غرفة الاستقبال وتفاجأنا بوجود عدد كبير من الأزواج ينتظرون، ماذا؟ دورهم لاستئجار غرفة بالفندق• أول سؤال تطرحه عليك مضيفة الاستقبال هو ''هل الاستئجار لمدة ساعتين أم يوم كامل؟ لأن سعر ساعتين يكلف 2500 دينار بينما سعر اليوم الكامل يتجاوز ال3500 دينار، في حين نجد أن سعر استئجار غرفة للمبيت هو في حدود ال5000 دينار، ولا تطلب المضيفة من الزبائن سوى بطاقات الهوية دون اشتراط عقد الزواج أو دفتر عائلي يثبت شرعية العلاقة بين الأزواج المستأجِرين، رغم أن القانون الجزائري يمنع استئجار غرف لامرأة ورجل دون تقديم الوثائق التي تثبت شرعية علاقتهما• وغير بعيد عن هذا الفندق وجدنا فندقا آخر يستأجر غرفا لأزواج من الشباب والبنات إلا أن أسعاره تعد معقولة مقارنة بجاره، حيث يكلف استئجار غرفة ليوم كامل حوالي 2500 دينار، إلا أن مستوى الخدمات متدني، وهو ما يترجم الأعداد الهائلة للزبائن الذين كانت تعج بهم غرفة الاستقبال ينتظرون دورهم لدخول الغرفة وإشباع نزواتهم ورغباتهم دون أدنى اعتبار لكون الزنا محرما أو بتوعد الله سبحانه وتعالى الزاني بالفقر ولو بعد حين• وكثيرة هي الفنادق التي لا تتوانى في استئجار غرف لمحبي الفاحشة والرذيلة حتى بقلب العاصمة، وكثيرون أيضا هم مرتادوها•• الأمر الذي جعلنا نعجز عن تفسير هذه الظاهرة الخطيرة التي أضحت تهدد مجتمعنا رغم وضوح القانون الجزائري في هذا الشأن• وفي محاولتنا لمعرفة أسباب لجوء عدد من الفنادق إلى هذا الكسب الحرام، قال لنا عامل بأحد فنادق غرب العاصمة أن ''نقص السياح وضعف المداخيل الثابتة يدفع بأصحاب الفنادق إلى التعامل مع هذه الفئة من الزبائن''، رغم خطورة الموقف، حيث من الممكن أن تشمعها مصالح الأمن في حالة إثبات أنها تنشط خارج إطار القانون، وكشف لنا الموظف أن العديد من الفنادق تنشط بالتواطؤ مع مصالح أخرى دون أن يذكرها• وخلال استقصائنا وجدنا فئة أخرى من الفنادق، يرفض أصحابها استئجار غرفة لشابين لا تربطهما علاقة الزواج كونها تعمل بطريقة ''قانونية''، إلا أن المضيف يقترح على الزبائن استئجار غرفتين منفصلتين مع منحهم تخفيضات في الأسعار، ومن ثمة يمكن أن يفعلوا ما يحلو لهم في تلك الغرف كشكل من أشكال التلاعب بالقانون، لاسيما في المدن الكبرى والمحافظة• فنادق تأوي بائعات هوى وشواذ كم كانت مفاجأتنا كبيرة لدى وصولنا إلى أحد الفنادق المصنفة في خانة الثلاث النجوم، هذا الفندق لا يستأجر أصحابه غرفا بطريقة غير قانونية فحسب، بل يأوي أكثر من 15 فتاة بائعة للهوى، تستأجر كل واحدة منهن غرفة على مدار السنة لتقوم باستقبال زبائنها فيها، بعد اصطيادهم من الملهى الليلي للفندق أوالحانة• والغريب أنه ليس الفتيات فقط من يبحثن عن محبي الرذيلة بل أيضا الشواذ، حيث يأوي هذا الفندق حوالي 5 شواذ يستأجرون غرفا يستقبلون هم الآخرون فيها زبائنهم، وحسب أصحاب المنطقة الذين تحدث إليهم ''الفجر'' فإن زبائن تلك الفتيات هم كثر ويدرون الكثير من المال يمكنهن من استئجار غرفة بالفندق، خاصة أن سعر الليلة لا يقل عن 4000 دج• وحسب مصدر من داخل الفندق فإن تلك الفتيات تحرصن على صحتهن من خلال إجراء فحوصات طبية دورية كما لو أنهن في بيت للدعارة، مشيرا إلى وجود عدد كبير من هذه الفنادق التي وجدت في هذا السبيل الأمثل للربح السريع، خاصة أمام تراجع السياحة في الجزائر وانعدام المداخيل••• فنتساءل أين هي مصالح الأمن للقضاء على مثل هذه التجاوزات الخطيرة؟!•