الجماعات الارهابية تستغل مواقع الانترنت لتجنيد الشباب والترويج لعميلياتها أجمع أمس خبراء في الأمن و الاتصالات على أن مواقع الانترنيت لا تخضع للمراقبة في ظل وجود فراغ قانوني، مما حولها إلى أداة إجرامية متداولة، خاصة من طرف الجماعات الإرهابية بشكل لافت، ووسيلة اتصال بين مختلف الجماعات الإجرامية. وكشف الخبراء ، في إطار طرح سوء استعمال الانترنت، أن 20 بالمائة من المترددين على المواقع يقومون بالبحث عن معلومات مقابل 70 بالمائة يستعملون الانترنيت للدردشة مع أشخاص يجهلون هوياتهم الحقيقية غالبا، و طالبوا بوضع استيراتيجية عمل و معاينة للوضعية ، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية في الوسط المدرسي وتأطير عمل نوادي الإنترنيت، حيث يعمل حوالي 7 آلاف نادي دون مراقبة، إضافة إلى أن100 مؤسسة تم إنشاؤها في مجال الأنترنيت أفلست، و توجد حوالي 5 فقط لا تزال تنشط بسبب ضعف التمويل. وقال عميد شرطة مصطفاوي عبد القادر، إطار بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن الانترنيت تحول إلى أداة إجرامية تستخدمه الجماعات الإرهابية للتجنيد و التشهير لجرائمها، و أيضا للإتصال بين مختلف الجماعات الإرهابية، و أشار خلال تدخله في ندوة نشطها "منتدى المجاهد" حول موضوع " الأنترنيت:تطور تكنولوجي أم وسيلة للمساس بالحريات" ، إلى أن الأنترنيت ليس وسيلة تعاون بين أجهزة الأمن التي تتعامل مع بعضها بواسطة شبكة خاصة، "لكننا نستعمله بطريقة غير رسمية فيما يتعلق بالإرهاب"، و قال أن الإجرام الإلكتروني يعتبر شكلا من أشكال الجريمة، "و عليه نحن مطالبون كجهاز أمن بمتابعة الآثار " ، و يرى الحلول لمواجهة سوء استعمال الأنترنيت في "ضرورة إنشاء نظام مراقبة أكثر نجاعة" ، مشيرا إلى أن قانون الإجراءات الجزائية الحالي ليس يفتقر للفاعلية. و ذهب الخبير جرار في نفس السياق عندما طالب بمراجعة القوانين الحالية مسجلا تأخر الجزائر في هذا المجال، و قال إن الحل لا يكمن في إنشاء شبكة أنترنيت داخلية و قطع الاتصالات عن العالم " لقد طرحت هذا التساؤل عند بث قناة فرنسية بيان "الجيا" عام 1993 و قلت إنه ليس حلا "، ليعرج بعدها للحديث عن استفتاء قناة "الجزيرة" دون ذكرها بالاسم، و ذلك بالقول " لقد كنا مصدومين لهذا الإستفتاء لكنه كان إيجابيا لأنه ذكرنا بواجب التحرك و معرفة هوية المترددين على مواقع النت" قبل أن يلفت الانتباه إلى أن موطن هذه المواقع هو الولاياتالمتحدةالأمريكية التي عارضت اقتراح الإتحاد الأوروبي بفرض رقابة صارمة على هذه المواقع . و لاحظ الخبير جرار أنه من الصعوبة تحديد مصادر التهديدات و الرسائل الإلكترونية التي تصل إلى البريد الإلكتروني الشخصي "مما يتطلب رفع التحدي لمواجهة الوضع". من جهته ، اعتبر الخبير حرز الله أن المشكل يكمن في سوء استعمال الأنترنيت، مستندا إلى أن 20 بالمائة من الجزائريين الذين يترددون على مواقع النت "يكون ذلك بهدف البحث "، لكن 70 بالمائة يستخدمون الأنترنيت للدردشة، و لاحظ ان "الكثير يجهلون هوية محدثيهم و أعمارهم "، و في ذلك تلميح إلى أنه يمكن التأثير على مراهقين بما أن 25 مليون جزائري تقل أعمارهم عن 30 عاما يترددون على الأنترنيت، إضافة إلى وجود حوالي 7 آلاف نادي أنترنيت لا يخضع للرقابة "لأن دفتر الأعباء غير مراقب"، ليدعو إلى تنظيم حملات تحسيسية خاصة في الوسط المدرسي و مع مسيري نوادي الأنترنيت وتأطير نشاط الأنترنيت و تأمينه، "لا يوجد لدينا قضاة مختصين في الإجرام الإلكتروني مما يستلزم تكوينهم " يضيف المتحدث.