* * حاولت أن ألوذ بالصمت، بعد حالة الانهيار التي أصابتني الليلة ولكن صمتي معك كان حديثا، حاولت أن أهرب أن اختفي، كما فعلتبعد أن تركتني من قبل ولكن اختفائي منك كان ظهورا، فما كنت أزداد إلا تعثّرا بك وأنا أحاول الابتعاد عنك، فشلت وانهارت قوايكليا كأنما قوى الجاذبية انحصرت كلها في نقطة واحدة.. هي أنت. وأمام انهياري أمام صورتك الماثلة أمامي هذه الليلة قلت جدنفسك يا كمال فاحترت! كيف أشرح ذاتي للآخرين، إن كنت أنا نفسي لم أتعرف على هذه الذات وموقعي.. في هذا الوجود.. كيفأحدده لك. وهو بالنسبة لي مفقود. هل يعقل أن أحدد المجهول؟! وتلعثمت.. وما أصعب أن نسأل ولا نجيب. ونحن نعرف الإجابه.. وما أصعب أن نمتحن ونفشل. والنجاح لنا مضمون .. أذكر أنك سألتني في آخر لقاء بيننا من أنت، فما وجدتني أمامك إلا جثة هامدةلعدم قدرتي على الإجابة على سؤال لم أكن أنتظره، ماذا لو كنت بجانبي الليلة وكررت على مسامعي هذا السؤال، أجزم أني لو حدثهذا لكانت لدي القدرة على القول بصوت مرتفع، أنا لست سوى نغم يعزف ليلا ونهارا على الوتر الحزين. أنا لست سوى شجرةأرز.. شامخة.. صابرة.. على غدر السنين. أما موقعي يا سيدتي.. فأنا أقف عاجزا.. فوق رمال متحركة. إلى أن تبتلعني وتخفيني عنهذا الوجود، أو تنقذني منها معجزه ورحمة من رب العالمين، آه سيدتي. * * ليت المسافة تركض وتعيدني إلى صدرك، وأرى عودتنا كيف تكون، تراك لماذا عدت للقائي، لماذا اتصلت بي، ولماذا غادرت دونأن تتفوّهي بكلمة واحدة غير معرفة بعض أموري التافهة، ليت المسافة تركض، حتى أرى لقاءنا كيف يكون.. تضميني.. وأشم فيصدرك رائحة زعفران وحلم له رائحة شمعة لحظة الانطفاء، ينطفئ تفوح رائحته لتؤكد أن ما بيننا لم يكن غفوة، قط! نطارد شهوةالحقول حين يمتزج رقص عشبها بنشوة النهايات الممتلئة بأغاني العائدين إلى أوطانهم وأغنيات العائدات إلى أحضان أحبابهن،نتمرّغ بضحكاتنا، نتدثّر بالحنين، فيعلقنا في النهار شموسا فوق مدينتنا، وفي الليل يطلقنا أحلاما من خبز وسندس، نندس في عيونالنائمين، نسدّ جوع أحلامهم، ونكدس فيها أناشيد أطفال صغار وكثير من نذور المساجد، أسرق لأجلك ضفائر العذارى وأصنع منهاأرجوحة بهية تحملنا هدية للريح تؤرجحنا بجنون كلما فكرنا في بعض، يغازلك الريح، فأغار منه، أفتش في شفتيك عن حروف لاسمغير اسمك.. فلا أجد. * * * * يتبع... * * * الأديب: حسين سرتاح * HYPERLINK "mailto:[email protected]" [email protected]