شركة IRS المكلفة بمشروع إنجاز ملعب في برج الكيفان تتحمّل المسؤولية المدنية في جو مهيب فتحت، أمس، محكمة الحراش، ملف الجريمة البشعة التي اهتز لها سكان برج الكيفان، بتاريخ 16 جانفي الفارط، على خلفية هجوم كلب من نوع «رود فايلر» على طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى «ز.رائد» قتله باقتلاع حنجرته وعض والدته، وجّهت فيها أصابع الاتهام لحارسين بالملعب البلدي «علي عمران 2» ببرج الكيفان، يدعيان «ل.ت» و«د.ط»، أحدهما موجود رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة القعابية بالحراش، وتحميل المسؤولية المدنية لشركة المقاولة صاحبة مشروع إنجاز المعلب «دريش IRS». ملابسات القضية تعود لتاريخ 16 جانفي 2015، حيث استطاع كلب مملوك لأحد الحرّاس المكلّفين بحراسة ورشة المشروع في افتراس طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى «ز.رائد»، القاطن بالحي القصديري الباخرة المحطمة شرق العاصمة، مقتلعا حنجرته، مما تسبب في وفاته وعضّه لوالدة الضحية من رجلها بعدما تدخّلت لفك ابنها من أنياب الكلب المفترس، والتسبب لها في عجز لمدة 21 يوما، تم بعدها تحريك الدعوى المدنية والتحقيق في القضية بمتابعة الحارسين والشركة الوصية عليهما. الحارسان مثلا، أمس، أمام هيئة محكمة الحراش لمواجهة تهمتي القتل والجرح الخطإ، حيث أكد صاحب الكلب «رود فايلر» أنه اتفق رفقة زميله «ل.ت» على أخذ مكانه في العمل وغادر المكان، مؤكدا أنه ترك الكلب تحت مسؤولية زميله، غير أن الرئيسة واجهته ببشاعة الحادثة وواجهته أنه آخر مرّة حقن فيها كلبه كان قبل سنة من دون تجديدها. في حين فنّد المتهم «ل.ت» أن يكون يوم الوقائع قد أخذ مكان المتهم الثاني زميله المستفيد من إجراءات الاستدعاء المباشر، متراجعا عن أقواله أمام الضبطية القضائية والتي جاء فيها أنّه باشر عمله يوم الوقائع على الساعة الثامنة صباحا بعدما أخذ مكان زميله الذي تنقّل إلى بجاية، وأنه فعلا غادر الورشة حوالي الساعة الثالثة تاركا 3 كلاب اثنان منهما من نوع «بارجي» وآخر من نوع «رود فايلر» الذي يخصّ زميله، والذي تسبّب في مقتل الطفل «رائد». وقد حضرت أمس الضحية والدة الطفل رائد «ز.فاطمة» وهي في حالة نفسية منهارة بعد غيابها في الجلسة السابقة، بسعي النيابة عن طريق الدرك الوطني وسردت بدموع حارّة ما ألمّ بها، مما أثّر في جميع الحضور بمن فيهم هيئة المحكمة التي قدّمت تعازيها لها وأكد أن الكلاب لم تكن مربوطة مما جعل أحدها يطارد ابنها «رائد» ويقتلع حنجرته لتنهار باكية. وقد اعتبرت دفاعها أن ما ألمّ بموكلتها وابنها الذي لقي حتفه بعد هجوم الكلب عليه أمر خطير، تسبّب فيه الحارسان لإهمالهما واستهتارهما بعدما تبيّن أن الكلب كان جائعا لعدم إطعامه ليومين، كما حمّلت المسؤولية للمسؤول المدني الممثّل في الشركة المكلّفة بمشروع الملعب وطالب بدفع مبلغ 200 مليون سنتيم تعويضا عن الجريمة التي راح ضحيتها ابنها، ومبلغ 500 ألف دج عن تهمة الجرح الخطإ. في حين شدّدت، أمس، المحكمة من لهجهتها ضد مسؤولي الشركة اللذين حضرا المحاكمة بتحميلهما جزءا من المسؤولية للشركة «دريش IRS» المختصة في المقاولة، وذلك لتوظيفهم حراسا بالمشروع من دون مراقبتهم الدورية، مما سمح لهم بإحضار كلاب غير مرخّصة من السلطات الوصية، مؤكدا أن العقد الذي أبرم معهما يحمل بندا بتوظيفهم كحرّاس من دون كلاب، واستهجنت عدم اعتماد الشركة على مؤسسة حراسة في توظيف الحرّاس لضمان المراقبة. وبعد تقديم دفاع المتهم الموقوف تعازيها لوالدة الطفل «رائد» بالمحاكمة، وإقرارها العلني بتعاطفهما مع مصابها، طالبت بإفادة موكلهما بأقصى ظروف التخفيف. لتلتمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا مع 200 ألف دج غرامة مالية.