خرج الشعب الجزائري أمس، في مظاهرات احتجاجية واسعة شملت أغلب ولايات الوطن، وذلك مباشرة عقب صلاة الجمعة بعد خطب ساخنة ألقاها الأئمة على المنابر حيث نددوا بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطينيبغزة، حثوا من خلالها المصلين على التضامن مع إخوانهم في فلسطين، الشيء الذي تجسد بادئ الأمر حيث ظهرت المسيرات سلمية في نقاط انطلاقها، قبل أن تتحول إلى مشادات ساخنة في أغلب شوارع العاصمة وشوارع المدن الكبرى بأغلب الولايات. تحولت المسيرات التي كانت مقررة نهار أمس بالجزائر تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة، والتي دعا لها الأئمة بالمساجد في صورة ضمنية، إلى مشادات عنيفة بين المتظاهرين وأعوان الأمن، وهذا بعدما حاول رجال الشرطة إيقاف المتظاهرين وتفريقهم لتصبح المسيرة تشبه إلى حد كبير ما يحدث في الملاعب الجزائرية بعد نهاية المباريات وذلك بالمقارنة مع التصرفات التي انتهجها المتظاهرون في مواجهة رجال الشرطة من رشق بالحجارة وعبارات لا توحي بالغاية التي خرجوا لأجلها والتي نادى لها الأئمة في المساجد. وأصبحت المسيرات عبارة عن مناوشات حادة بين المتظاهرين الذين غلب على تصرفاتهم الطيش بالنظر إلى انعدام أي تنظيم، وكذلك بعدما تبين من خلال الوجهة التي يتخذونها على وجه الخصوص بالعاصمة السفارة المصرية و الأمريكية وهو ماتضح من الشارع الذي سلكته بعض الوفود المتظاهرة، حيث كان رجال الشرطة بالمرصاد خاصة أن كل الشوارع التي تؤدي لهاذين السفارتين قد تم غلقها. وتميزت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مدينة حيدرة حيث السفارة المصرية بحرب حجارة، لا تختلف كثيرا عما نراه في القنوات الفضائية عن الشعب الفلسطيني في مواجهته للجيش الإسرائيلي بالحجارة، حيث كانت الحجارة تتهاطل على الدروع الواقية، التي يحملها رجال الشرطة كالسيول، كما تميزت المسيرات الشعبية التي خرج لها الشعب الجزائري أمس بحرب حقيقية بين أعوان الأمن والمتظاهرين أدت إلى جرح العديد من أعوان الشرطة والمواطنين الذين سقطوا تحت رحمة عصي الشرطة بالمقابل، حيث تم إيقاف العديد من المتظاهرين خاصة بشارع الشهداء أمام فندق الجزائر،.