عائلات أفرادها «بوندية».. يتباهون بسوابقهم وآخرون يفرضون منطق العنف في الأحياء الجزائرية الأم نصّابة.. البنت سرّاقة.. وأشقاؤها مسبوقون قضائيا ^ «محامي العائلة».. من حل المشاكل الإدارية للعائلات الثرية إلى محامي العائلات «المشكلجية» ^ أخصائي في علم النفس العيادي: «.. انحراف سلوك الوالدين من شأنه أن يؤثر على الأولاد وانتقال السلوك الإجرامي ليس قطعيا» ارتبطت أسماؤهم بعالم الجريمة، سرقوا، نصبوا، تعاركوا ومنهم حتى من قتلوا وزرعوا الرعب وسط المواطنين.. فاتخذوا من هاته الأفعال الخطيرة حرفتهم الوحيدة، ظلوا دائما في مذكرات البحث الأمنية لأنهم معروفون بسوابقهم العدلية، فأصبحوا حديث الشارع العام.. بكل بساطة لأنهم ينتمون لعائلة واحدة.. الأب مسبوق والأم كذلك حتى الأبناء لم يسلموا.. لذلك حملوا لقب «العائلة المجرمة»."النهار"ارتأت تسليط الضوء على بعض العائلات التي احترفت عالم الإجرام ودخلته من بابه الواسع، والتي لطالما افتخر أفرادها بسجلاتهم الإجرامية الحافلة رغم أنها كانت ولاتزال بمثابة وصمة عار للبعض، على غرار عائلة «التيارتي»، «موكلي»، و«الشوافة» وذلك بهدف معرفة الأسباب الكامنة التي تقف وراء إنتهاجهم هذا السلوك الخطير. عائلة «الشوافة» تتوارث الشعوذة تحت غطاء الرقية للنصب على المرضى عائلة مجرمة بأكملها تقطن بمنطقة حسين داي معروفة بدار «الشوافة»، لأن الأم وزوجها يمارسان طقوس السحر والشعوذة تحت غطاء الرقية التي انكشفت بعد إقدام ابنتهما البالغة من العمر 18سنة على سرقة ذهب من إحدى الفتيات التي أوهموها بالرقية على الذهب من أجل إبعاد النحس وجلب الزوج، وبعد إيداع هاته الأخيرة رهن الحبس ووضعت الوالدة وابنتها الكبرى تحت الرقابة القضائية، لينتفض باقي أفراد العائلة وقاموا بإحداث فوضى داخل محكمة حسين داي، لتوجه لهم تهمة الإخلال بالنظام العام وإهانة هيئة نظامية، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى عادت ابنة أخرى لأروقة العدالة بسبب تورطها في قضية أخلاقية متبوعة بسرقة بعدما قامت باستدراج شيخين رفقة صديقتها إلى أحد المنازل المهجورة لممارسة الرذيلة، أين قامت بالاستيلاء على هواتفهما النقالة، فيما قام بعدها شقيقها الأصغر بتناول الخمر وإخلال راحة السكان وإهانة قوات الشرطة ليتم الزج به في السجن هو الأخر. عجوزان يشكلان عصابة رفقة ابنهما للمتاجرة في المهلوسات بزرالدة قضية أخرى احتضنتها محكمة الشراڤة، تفاصيلها لا تختلف كثيرا عن القضية السابقة، كانت بطلتها عائلة تقطن بمنطقة زرالدة غرب العاصمة ولجت عالم الإجرام من بابه الواسع، حيث شكل رب الأسرة رفقة زوجته الطاعنين في السن وابنهما شبكة إجرامية للمتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية بعدما استغلوا إصابة الإبنة وخالها بمرض عقلي لجلب المهلوسات عن طريق وصفات طبية بطريقة قانونية من أجل ترويجها، حيث ضبطت مصالح الأمن بحوزتهم 430 قرص من مختلف الأنواع، 17 صفيحة من المخدرات، قطعتين من الكيف المعالج بوزن 1.5 غرام بالإضافة إلى عدد من الأسلحة البيضاء وبندقية صيد، ليتم بذلك إيداع الشاب رهن الحبس فيما وضع والديه تحت الرقابة القضائية. هكذا كانت نهاية عائلة «التيارتية» بعد تورطها في قتل شاب! عائلة معروفة بالسوابق تكنى بعائلة «التيارتية «، تورط شاب منها رفقة عميه بقتل شاب بمنطقة العفرون ولاية البليدة بطريقة وحشية باستعمال أسلحة بيضاء وتركوه يسبح في دمائه وهددوا كل من يقترب لمساعدته بنفس المصير، فانتفض سكان هذا الحي ضد هذه العائلة المجرمة، وأرادوا الأخذ بالثأر، حيث قاموا بحرق سيارتهم ومحل تابع لهم وطالبوا بترحيلهم من المنطقة بعد القبض على الفاعلين، غير أن سكان حي «بني جماعة» رفض استقبال العائلة المجرمة، وهو ما وقع لهم مع بلدية واد جر المجاورة وحتى سكان بلدتهم الأصلية (ثنية الحد بولاية تيسمسيلت) رفضوا استقبالهم. هكذا كانت نهاية المجرمين، ثلاث إخوة في السجن أحدهم موقوف لسبب أخر، وابن أخيهم كذلك، وعائلة مشردة ومطرودة بسبب سمعتهم السيئة. عائلات تتباهى بسوابقها العدلية.. لتزرع الرعب وسط المواطنين في الوقت الذي لايزال ارتكاب الجريمة أو الدخول إلى السجن يمثل وصمة العار وسط العائلات الجزائرية المحافظة، أضحت بعض العائلات تتباهى بصحيفة سوابقها العدلية المليئة وكأنها بمثابة شهادات عليا تحصلت عليها للسيطرة والتحكم في سكان منطقتها، كما هو حال عائلة تنحذر من منطقة الكاليتوس، الذي نشأ ابنهم المكنى «ماوكلي» في ظروف جعلته يتأثر بأفراد عائلته وبمحيطه، ما ولّد في نفسيته النزعة الإجرامية، حيث استغل دخوله للسجن عدة مرات منذ أن كان قاصرا لفرض سلطته على سكان منطقته ونصب نفسه «سيدا» عليهم، حيث كان يتحدى مصالح الأمن ويعرقل مهامهم أثناء مداهمتهم لحيه، كما تورط في قضية متاجرة بالمخدرات وحمل أسلحة بيضاء، ورغم صغر سنه إلا أن الجميع يرهبه خاصة وأن صحيفة سوابقه حافلة بالجرائم والمقدرة ب27 قضية. «محامي العائلة».. آخر موضة بين المجرمين لم يعد محامي العائلة حكرا على العائلات الأرستوقراطية في المجتمعات الغربية خاصة الأروبية على غرار فرنسا، بل انتقلت هاته الموضة -كما اصطلح عليها هذا الإسم المحامي رمضاني فيصل معتمد لدى المجلس- أيضا إلى الجزائر نتيجة تأثرها بثقافة هاته الأخيرة بالرغم من أنها حالات شاذة لا يمكن تعميمها، أين أضحى المحامي سواء في العائلة الغنية أو الفقيرة مكلفا بالدفاع عن كل فرد من أفراد العائلة الذين لهم عدة ملفات عالقة أمام العدالة، سواء أمام القسم العقاري أو الجنح أو حتى الجنائي، أين يضع المتقاضي ثقته الكاملة فيه بعدما ساعده في الحصول على أقصى ظروف التخفيف في جريمته أو تحصل على البراءة وحتى معرفته بهم تسهل عليه مهامه، حيث نجد على سبيل المثال في العائلة الغنية أنها تكلف محاميا بإدارة شؤونها القانونية لشركاتها، وعندما تقع في مأزق تمتد مهام المحامي إلى العائلة الذي يوجه لهم استشارات قانونية وحتى يدافع عنهم إن وقع الفأس في الرأس وتورطوا في جرائم كالنصب أو خيانة الأمانة، وذات الشيء بالنسبة للعائلات الفقيرة وإن اختلفت في بعض النقاط، حيث يتولد الإجرام لديها -حسبه- بسبب الظروف المزرية، فحقه في الدفاع لا يتنازل عنه ويوكل المهام لمحامٍ تعود على التكفل بقضايا أحد أفراد عائلته الذي له سوابق. واعتبر ذات المتحدث، أن التأثر بالثقافة الأروبية في خصوص تعيين محامي العائلة أمر محمود وله إيجابيات، من خلال الرجوع إلى هذا الأخير واستشارته قبل طرح ملفاتهم إلى العدالة، وهو ما يجعلهم يتوخون الحذر في سلوكاتهم، وبالتالي قد يقلل بشكل أو بآخر من تفشي الجريمة. «رابح سيساني» أخصائي في علم النفس العيادي في تصريح ل"النهار": انحراف سلوك الوالدين من شأنه أن يؤثر على الأولاد وانتقال السلوك الإجرامي ليس قطعيا وفي هذا السياق، ذكر المختص في علم النفس العيادي «رابح سيساني» في تصريح ل«النهار»، أن السلوك الإجرامي في الوسط العائلي يرتبط بالتنشئة الإجتماعي والتربية الصحيحة، حيث أن الفرد بمرحلة طفولته عندما لايقوم والداه بتوبيخه على ارتكابه الخطأ، فإنه لا يتعلم السلوك السوي وبالتالي لايتعلم معنى الثواب والعقاب فينجر عنه سلوك منحرف أو يخلق جيلا منحرفا، وقد فسر متحدثنا السلوك الإجرامي بقوله إن الإنسان الطبيعي فيه جانب الخير وجانب الشر، حيث أن الجانب الذي تتم تغذيته أكثر هو الذي يبرز في الحياة أكثر، فعلى سبيل المثال إذا غذينا الجانب الشرير في الفرد بغرس الحقد في نفسيته خلال التربية السلوك المنحرف، فإنه يصبح شريرا والعكس صحيح، موضحا أن هناك عوامل خارجية تؤثر على السلوك كالبيئة والظروف المعيشية الصعبة للأسرة، والتي تولد أفرادا منحرفين، ولا علاقة لها بالفطرة، فقد يتأثر الفرد بمثله الأعلى في البيت سواء كان منحرفا أو سويا فينتهج خطاه، لكن هذا ليس أمرا قطعيا، موضحا أن الجريمة تنشط بالسلوك الإجتماعي كالظروف المادية سواء الفقر المدقع أو الثراء الفاحش، فقد يولد سلوكا منحرفا بين أفراد العائلة الواحدة، وبالتالي السلوك الإجرامي غير متوارث، كما أشار إليه العالم الإيطالي «لومبروز» في نظرية الرجل المجرم، بل يمكن أن يكون نتيجة تأثره بغيره. وقد ألقى المتحدث باللوم على عاتق كافة المؤسسات العقابية، فبدل أن تربي الفرد الذي أخطأ وترجعه إلى الطريق الصحيح، فإنها تخرج منحرفين متفوقين في الإجرام لأنها لا تمارس السلوك الحقيقي في مؤسساتها.
موضوع : مجرمون بالوراثة وعائلات تتحول إلى مدارس للإجرام 1.00 من 5.00 | 1 تقييم من المستخدمين و 1 من أراء الزوار 1.00