محتوى البراميل تسرب بفعل الصدإ والسكان استنشقوه عبر الهواء 80من المائة من سكان قرية رأس الماء أصيبوا بالسرطان وأمراض غريبة كارثة صحية وبيئية، هي تلك التي اكتشفتها «النهار» داخل مقر المحطة الجهوية لحماية النباتات التابعة لوزارة الفلاحة والكائن مقرها بإقليم بلدية عين التوتة بالقرب من قرية رأس الماء، على جانب الطريق الوطني رقم 3 في باتنة، حيث وجدنا مئات البراميل الحديدية متوسطة الحجم زرقاء وخضراء وأخرى بلاستيكية، معبأة بآلاف اللترات من المواد الكيميائية الموجهة لإبادة الجراد، مرمية في العراء بطريقة عشوائية هنا وهناك عبر مساحة واسعة عرضة للعوامل الطبيعية المختلفة، من حر الصيف وبرد الشتاء .رغم أن نشريات احتياطات الاستعمال المثبتة على تلك البراميل، توجب حفظها في أماكن جافة وبعيدة عن الحرارة، مع الحذر من ملامسة أو استنشاق هذه المواد الخطيرة عند استعمالها، ورغم هذه التعليمات الصارمة، إلا أن الصدأ الذي أصاب الكثير من البراميل، أدى إلى تسرب مئات اللترات وانتشارها عبر المساحات المحيطة، مع انتشار تلك الرائحة بما تحمله من خطورة كبيرة على الصحة العمومية، لتعم مساحات واسعة ملوثة للجو في عدة قرى، خاصة القرية الأقرب من مقر المحطة الجهوية لحماية النباتات، وهي قرية رأس الماء التي اشتكى سكانها عدة مرات من مخلفات هذه الكارثة، حيث أكدوا أن أكثر من 80٪ من سكان القرية، مصابين بأمراض غريبة تشبه الحساسية، في وقت أكد البعض أنّ مرض السرطان أودى مؤخرا بحياة 4 شباب، ولم تستبعد فرضية تسبب كارثة المواد الكيميائية في تسجيل هذه الحالات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقد أكدت طبيبة قاعة العلاج المتواجدة على مستوى قرية رأس الماء، أن أغلب المرضى الذين تستقبلهم يعانون من أعراض الحساسية، بتعداد حدده الممرض « صالح دريد « بحوالي 60 مريضا شهريا، أما السكان فقد تساءلوا عن سر بقاء الجهات الوصية صامتة تجاه قضية صحية وبيئية خلفت العشرات من المرضى لحد الآن، ونتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات، وقد تتسبب في كارثة غير مسبوقة لو تتعرض هذه البراميل إلى حريق كالذي سُجل السنة الماضية، عندما اشتعلت النيران في مجموعة من الأشجار المحيطة بسور المحطة وكانت ألسنة اللهب متجهة مباشرة إلى موقع رمي تلك البراميل، إلاّ أن إدراك السكان لحجم الخطر دفعهم إلى التدخل الفوري عن طريق تشكيل فرق إطفاء شعبية بالتعاون مع مصالح الحماية المدنية، ما مكّن في الأخير، من إخماد الحريق والحيلولة من دون وقوع الكارثة الكبرى، لكن خطر تكرار حرائق أخرى مشابهة غير مستبعد، لأن عشرات البراميل غطتها الأعشاب الجافة بالكامل، وموقع المحطة يتواجد مباشرة على جانب طريق وطني الذي يشهد حركية كبيرة يوميا، قد تكون سببا في رمي بقايا سجائر أو أية مواد قابلة للاشتعال وبالتالي تكرار حريق السنة الماضية. مديرة محطة حماية النباتات الجهوية بعين التوتة، قالت إن مصالحها تراقب تلك البراميل بشكل دوري، مؤكدة إنجاز مخزن كبير خصيصا لهذه المواد الكيميائية ستحول إليه في الأسابيع القليلة القادمة، وقالت إن البراميل معبأة بمبيدات الجراد استقدمتها المحطة سنة 2004، لرش مناطق انتشار هذه الحشرة سنة.
موضوع : كارثة كيماوية تهدد سكان عين التوتة في باتنة منذ 11 سنة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0