كشف إرهابيون تائبون ل ''النهار'' أن المياه القذرة الممتزجة بالبول والفضلات، إلى جانب الرطوبة وسوء التغذية من الأسباب الرئيسية التي فتكت ومازالت تفتك بالعناصر الإرهابية، وذكر التائبون أن أمراء الجماعات الإرهابية تعمد إلى عزل المصابين في كازمات منفردة خوفا من إنتقال عدوى المرض لباقي الجماعات ليتم دفنهم في حفر خاصة بعد وفاتهم. وكشف عدد من التائبين في لقاء مع ''النهار'' عن وفاة ما لا يقل عن 50 إرهابيا بأدغال وغابات ولاية تيزي وزو، منذ بداية النشاط المسلح، منهم الأمير المدعو أبو الحسن المنحدر من منطقة الأخضرية بولاية البويرة، وهو أمير إحدى سرايا المنطقة، حيث تنقل رفقة عناصره إلى أدغال سيدي علي بوناب أين إنتقل إليه المرض الذي رجح التائب أن يكون داء الطاعون، وقال التائب أن الجماعات الإرهابية عزلت الإرهابي المصاب في كازمة منفردة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد صراع مع المرض دام شهران كاملان، ليتم دفنه بحفرة بالمنطقة بحضور أمير سرية سيدي علي بوناب. وإستنادا إلى المصادر ذاتها فإن أمراء الجماعات الإرهابية يعمدون لعزل المصابين بالمرض فور ظهور أعراض المرض، في كازمات منفردة خوفا من إنتقال المرض الذي ينتشر بسرعة قصوى، ونقل محدثنا حادثة جرت خلال سنة 1999 أثناء تنقل المدعو أبو عبد الرحمان من الجنوب الجزائري برفقة حوالي 10 عناصر إلى منطقة سيدي علي بوناب، حيث أصيب بداء الطاعون، ونقل العدوى إلى عدد منهم حيث توفي إثرها 6 عناصر إرهابية، كما شهدت سنة 2004 إصابة كل من المدعو حمزة أبو عبد الرحمان المنحدرين من الأخضرية، وهما في العشرين من العمر، حيث لقيا حتفهما بعد صراع مع المرض دام حوالي شهرين، وفي سياق متصل كشف محدثنا عن مقتل كل من المدعو محمد، وأبو زكرياء المنحدران من ولاية بومرداس سنة 1997، بعد إصابتهما بالمرض الأسود. الجماعات الإرهابية تكثف مداهماتها للصيدليات للحصول على أدوية مضادة من جهته قال تائب آخر رفض الكشف عن إسمه عبر صفحات الجريدة أن الجماعات الإرهابية كثفت مداهمتها للصيدليات والمستشفيات للحصول على أدوية مضادة، كما جندت عددا من عناصر الدعم والإسناد لتزويدها بالأدوية التي تسلم للمرضى من قبل الصيادلة بكل عشوائية ودون العودة إلى وصفة الفحص، كما تكلف عناصر أخرى بإحضار أطباء مختصين من معارفهم لمعالجة المصابين والتخفيف من حدة التأثر بالمرض. وذكر التائب المدعو ''علي.ب'' المنحدر من ولاية بومرداس أن الظروف المعيشية في الجبل كانت جد مزرية حيث تبقى العناصر الإرهابية لشهور عدة دون إستحمام خوفا من المداهمات السريعة لمصالح الأمن وإنعدام المياه التي تفضل الجماعات إستغلالها للشرب خاصة وأنها تستمد من الوديان، وأضاف محدثنا أن الجماعات الإرهابية تتبول في هذه الوديان ثم تعود للشرب منها، إلى جانب ذلك أشار إلى إن كل قنوات الصرف الصحي للقرى والمداشر تصب في هذه الوديان، وهو ما يرجح فرضية إنتقال عدوى مرض الطاعون بسبب المياه القذرة المستعملة. الكيماوي لإخفاء اليورانيوم الإسرائيلي! كانت ''النهار'' أول صحيفة تنفرد بالحديث عن إصابة عشرة مسلحين من تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' بعدوى الطاعون وتبين لاحقا أن المجموعة التي أصيبت بالعدوى 50 عنصرا توفي منهم 40 عنصرا بعد عزلهم في مغارة بمرتفعات منطقة القبائل. وإن حاول التنظيم المسلح استغلال نشر الخبر من طرف ''النهار'' لجلب الدعم الخارجي في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين قيادات التنظيم المسلح ونشطاء ''القاعدة'' في أفغنستان فإن الواقع اليومي الذي عاينه أفراد الجيش خلال عمليات التمشيط أو حتى روايات عناصر التنظيم المسلح تؤكد أن الظروف المزرية التي يعيشها أفراد التنظيم الإرهابي في الجبال بعد تفكيك شبكات الدعم والإسناد وتخريب الملاجئ كانت السبب في تردي الظروف الإجتماعية للمسلحين وتعرضهم إلى الأمراض المتنقلة ومختلف الأمراض. لكن الغريب في قصة مرض الطاعون الذي ينخر جسد التنظيم المسلح هو لجوء أجهزة الأمن الأمريكية إلى محاولة توظيف عمليات تنصت على هواتف ''القاعدة'' بأفغانستان لمحاولة إخفاء جرائم اليورانيوم الإسرائيلي في غزة. والسؤال المطروح من أين للجزائر أن تحصل على أسلحة كيمياوية؟!!