اسمه الكامل أسامة العبد المحسن، لم يكن يعلم أن حياته ستنقلب رأسا على عقب، كما انقلب على الأرض بعد أن كان يركض حاملا ابنه زيد بحثا عن الأمان والسلام، بعرقلة من مصورة مجرية لا تملك الرحمة في قلبها، فتحول منظر سقوطه إلى حدث عالمي وانتشرت لقطاته كالنار في الهشيم، وبين عشية وضحاها وجد أسامة العبد المحسن نفسه من لاجئ إلى مدرب في نادي خيتافي الإسباني، وبمجرد سماعه اسم الجزائر تحركت مشاعره وفتح قلبه لنا، ولم يتوقف عند ذلك وحمل كلمة تحيا الجزائر في رسالة منه إلى شعب وصفه بالأبي في هذا الحوارالحصري مع «النهار»، الأول له مع وسيلة إعلام جزائرية . كيف هي أحوالك في إسبانيا بعد دعوتك من طرف نادي خيتافي؟ الحمد لله نحن بخير والأمور على ما يرام. ماذا عرضوا عليك بالضبط؟ عرضوا علي تدريب فريق من الفئات الشابة وأنا حاليا أتلقى دروسا لتعلم اللغة الإسبانية حتى أشرع في عملي وأتواصل مع اللاعبين بطريقة جيدة. وماذا عن ابنك؟ ابني زيد سعيد بقدومه إلى إسبانيا خاصة وأنه مناصر لريال مدريد وفرح كثيرا بلقاء كريستيانو رونالدو عقب دعوتنا من طرف إدارة الريال وزيارة البيرنابيو وحاليا زيد يدرس في مدرسة إسبانية ويلعب مع الفئات الصغرى لنادي خيتافي. بحديثك عن كريستيانو رونالدو، كيف كان اللقاء الذي جمعكم به وماذا قال لك بالخصوص؟ ابني زيد سعد كثيرا بلقاء رونالدو، لأنه مناصر لريال مدريد، اللقاء كان فرصة هامة له وسعد كثيرا بذلك وقال لنا رونالدو مرحبا بكم عندنا، كما قال لابني «لن أنساك يا زيد»، كما أنه تذكره وقام بنشر تغريدة له عبر تويتر. نعود بك إلى الوراء، هل يمكن أن تحدثنا عن رحلتك قبل الوصول إلى الحدود المجرية؟ كما تعلمون، الشعب السوري يعاني ويلات الحرب ومنطقتي أوضاعها جد متوترة، وهو ما جعلنا نغادر البلد نحو تركيا، لقد كانت الرحلة شاقة وخطيرة ودامت أكثر من 8 أيام انطلاقا من تركيا عبر زورق مطاطي إلى اليونان، ثم عبر باخرة إلى مقدونيا، ثم «الباص» إلى صربيا ثم المجر، وبعض الأحيان نقطع مسافات كبيرة مشيا على الأقدام. وهل حملتم معكم الزاد والأكل طوال الرحلة؟ وماذا عن معاناة الأطفال طوال تلك الفترة الزمنية؟ الرحلة شاقة والمسافة بعيدة، لم يكن بوسعنا حمل الكثير من المتاع والأكل، وكنا نقتني عند الحاجة ما هو ضروري من أكل وماء فقط في المناطق التي نتوقف عندها، لقد كانت الرحلة شاقة بالنسبة للكبار فما بالك بالأطفال الصغار. بعدها وقعت حادثة العرقلة.. ماذا تقول عن تلك الواقعة التي أصبحت مشهورة عالميا؟ لم أكن أتوقع أن تعرقلني الصحافية وحتى بعد أن عرقلتني لم أعرف أنها مصورة حتى بعد 3 أيام، حين شاهدت الفيديو وأخبروني بذلك. قلت في تصريحات لك سابقة إنك لن تسامحها أبدا على عرقلتك ماذا تقول لها؟ حاليا لا أفكر فيها، أنا أفكر في مستقبلي. هل التمّ شمل عائلتك بعد استقرارك في إسبانيا؟ لا.. أنا وابني زيد في إسبانيا وننتظر وصول بقية العائلة قريبا، حيث وعدني مسؤولو خيتافي بلمّ شمل عائلتي، وهناك مكاتب خاصة في تركيا تعمل على ذلك إن شاء الله. بعد أن انتشر فيديو العرقلة عبر العالم بأسره، هل عرضت عليك بعض الدول الجنسية؟ تلقيت عروضا كثيرة، لكن ليس الجنسية، وإنما أرادوا استقبالي في بلادهم مثل ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا وحتى التشيك، كما لدي عروض زيارة حاليا من هامبورغ وتلقيت اتصالا من المنظمة العالمية للسلامة في الملاعب حتى أصبح واحدا من أفرادها. يعني لم تتلق دعوة من بلد عربي؟ لا لم أتلق أي دعوة من البلدان العربية. لو يصلك عرض من فريق جزائري لتدريبه ومواصلة مهنتك التي بدأتها في سوريا، كيف يكون ردك؟ أتشرف كثيرا بزيارة الجزائر، إنه بلد طيب وشعب أبيّ ولا يمكنني رفض الجزائر، لقد عاشرت جزائريين ومغاربة ووجدت منهم خيرا. يظهر أنك متعلق بالجزائر ماذا تعرف عنها؟ أعرف الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، أعرف تاريخها وأعرفها رياضيا وسياسيا من بومدين إلى بوتفليقة. ماذا تعرف عن الرياضة الجزائرية؟ أعرف ماجر وبلومي والأيام الحلوة في المونديال، وأيضا في كأس أمم إفريقيا والفوز على نيجيريا والتتويج باللقب القاري حينها، كما أن المنتخب الجزائري سفير العرب في كؤوس العالم وقلوب السوريين معه كما تابعته في المونديال الأخير. وماذا عن لاعبين آخرين أو فرق جزائرية؟ من اللاعبين أعرف نذير بلحاج وأعرف من الأندية مولودية وهران ووفاق سطيف. انتشرت مؤخرا بعض الإشاعات عنك حيث ربط البعض اسمك بتنظيم داعش، ماذا تقول؟ نعم علمت بذلك.. أرادوا تشويه صورتي والحمد لله في أوروبا يعلمون الحقيقة وما أرادوا نشره هو أمور متناقضة وأقول لهم إني خرجت من سوريا قبل عامين قبل أن يظهر داعش للوجود وكنت في تركيا. كلمة أخيرة لنختم بها الحوار؟
أشكر من تضامنوا معي من الشعب الجزائري الطيب والأبي وأتشرف بالجزائر كثيرا. موضوع : مستعد للتدريب في الجزائر وهذا ما قاله لي رونالدو 4.00 من 5.00 | 4 تقييم من المستخدمين و 4 من أراء الزوار 4.00