شهدت مختلف المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس الشتوية، إقبالا محتشما للمواطنين، بعد أن عرضت هذه الأخيرة، مؤخرا، أحدث الماركات والموضة فيما يخص الملابس الشتوية خاصة فئة النساء، غير أن قلّة الأمطار المتهاطلة كانت كافية لقتل هذه الموضة بنسبة 50 من المائة، بعد أن حلّت مكانها الملابس الربيعية، في الوقت الذي لجأ فيه التجار إلى سياسة البيع بالتخفيض أو مايعرف «بالصولد» قبل نفاذ الكميات وانتهاء موسم الموضة. حتى «الصولد» لم ينجح في الترويج للملابس الشتوية ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض المراكز التجارية والمحلات بالعاصمة، لا حظنا الإقبال المحتشم على اقتناء الملابس الشتوية بسبب قلة الأمطار والثلوج، بالرغم من أن الأجواء كانت تتسم بالبرودة نوعا ما، غير أن هذا لم يكن دافعا على اقتنائها، الأمر الذي جعل موضة شتاء 2016 تُقتل قبل ميلادها. الملابس الربيعية تعوض الملابس الشتوية في عزّ فصل الشتاء وأثناء تواجدنا بالمحلات، لمسنا غياب شبه كلي للملابس الشتوية بواجهة المحلات، أين تم تعويضها بالملابس الربيعية، نظرا للصفاء الذي ميز الأجواء ودرجات الحرارة المرتفعة، والتي لايحتاج فيها المواطنون إلى الملابس الشتوية الثقيلة على غرار المعاطف والملابس الصوفية وحتى الأحذية الشتوية، حيث لم تعد واجهات معظم محلات بيع الألبسة مزينة بالألبسة الشتوية التي كان من المنتظر أن تلقى رواجا كبيرا وسط عشاق الموضة، وحلّت محلها ألبسة ربيعية خفيفة، بالنظر إلى دخول هذا الفصل، في وقت مبكر هذا العام، مما جعل الكثيرين خاصة فئة النساء يمتنعن عن اقتناء ألبسة شتوية ما دام فصل الشتاء دخل فقط باسمه هذه المرة. من جهته، أكد «فؤاد» بائع بمحل ألبسة النساء في شارع ديدوش مراد بالعاصمة، أن الملابس الشتوية لهذا الموسم لم تلق رواجا كبيرا، بالرغم من أن موضة هذا الموسم تختلف بكثير عن المواسم السابقة، وذات نوعية جيدة، مرجعا ذلك إلى قلة الأمطار ودرجات الحرارة المرتفعة والتي يخيل لك وكأنك في فصل الربيع، مشيرا إلى أن النساء فضلن اقتناء الملابس الربيعية الخفيفة مباشرة، وهي التي باتت تستقطب النساء أكثر من الملابس الشتوية. من جهتها، أفادت «خديجة» التي كانت متواجدة بالمحل، أنها لم تقتني هذا الموسم الملابس الشتوية كعادتها من كل سنة، خاصة وأنها من محبي «الموضة» بسبب قلة الأمطار، مشيرة إلى أنها اكتفت بما لديها من ملابس في الشتاء الماضي. «الصولد» لم ينجح في الترويج للملابس الشتوية أكد أغلب التجار الذين تحدثنا إليهم، أنهم لا حظوا أن موضة الملابس الشتوية لهذه السنة لم يتم بيعها، كما هو معتاد عليه كل سنة، أين لجأوا إلى تبني سياسة «الصولد» والتخفيضات المغرية التي من شأنها تسويق السلعة، غير أن شح السماء منع من تسويقها بنسبة 50 من المائة، مشيرين إلى أن «موضة» الشتاء لسنة 2016 لم تلق رواجا نظرا لعدم سقوط الأمطار بكثرة هذه السنة، أين فضلوا تسويقها خوفا من تكدسها، غير أن الإقبال عليها كان محتشما بسبب درجات الحرارة المعتدلة، بعد أن فضل المواطنون الإبقاء على ألبستهم الشتوية التي كانوا يلبسونها من السنة الماضية، واقتناء أخرى جديدة، خاصة وأن فصل الربيع على الأبواب، غير أن الملفت للانتباه، يضيف محدثو "النهار"، أن المقبلين على الزواج سارعوا لاقتناء هذه الملابس التي عرضت بأسعار مغرية من أجل استعمالها العام المقبل. جو ربيعي في عزّ الشتاء وأجمع أغلب من تحدثنا إليهم، على أن موسم شتاء هذه السنة، لم يأت مغايرا في جوه عن فصل الربيع، نظرا لدرجات الحرارة التي كانت فوق معدلها الفصلي، خاصة وأن العديد من المواطنين لا يزالون يلبسون الملابس الصيفية في عزّ الشتاء، أين من المفروض أن تكون الأجواء ممطرة وباردة، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يعزفون عن اقتناء ملابس أو أحذية شتوية، وهو جعل التجار يعترفون بالخسارة التي تكبدوها جراء جلب أحدث الموضات من البلدان الأجنبية بأسعار مرتفعة.