تتعدد المشاكل الأسرية في الجزائر، و الطلاق آخر حل يلجئ إليه أفراد العائلة لحل النزاعات داخلها، مما يدفع بالأبناء إلى دفع ثمن انهيار علاقة الوالدين . و تحدثت النهار إلى الفئة الأولى المتضررة من الخلافات و هم الأطفال بعد انفصال الأبوين فأوضحت سارة 9 سنوات أنها مرارا تحاول أن تفهم سبب الطلاق الذي أخفته عنها أمها لمدة طويلة " انني أعاني من عدة مشاكل خاصة في الدراسة إذ لاحظ جميع أساتذتي تراجعي الواضح بعد طلاق والدي" ،وأضافت ليلى 15 سنة ضحية غياب الأب لمدة طويلة تسبب في طلاق الأم غيابيا ما جعلني أعاني من عدة صعوبات في حياتي الاجتماعية فأحس دائما أن كل الأطفال لديهم والد إلا أنا خاصة عندما نتحدث في ساحة المدرسة ، جذبنا حال كريم 12 سنة بحديقة بيروت وهو يجلس لوحده رغم أن الطقس كان جميلا و الأطفال كلهم يلعبون ألا هو تقربنا منه لمعرفة السبب فكان رده باتهام أبويه بعدم التفكير في مستقبل أبنائهم ليضيف "هذا ما جعلني أكن الكره لوالدي و لا أحب أن أراهم"، و أكدت "م" 17 سنة أنني" عانيت ويلات طلاق والديا و لم أجد من يهتم بي فكان الشارع يفتح أحضانه لاستقبال كل من يعاني مشاكل عائلية و كنت من بين أطفال الشوارع سنوات عديدة فمنزلي و عائلتي هي الشارع". من جهتها أكدت الأخصائية النفسانية سهيلة زميرلي"اننا نسجل نسبة 70 بالمائة من اطفال الطلاق يعانون اضطرابات نفسية تؤثر على حياة الطفل الاجتماعية و يظهر ذلك في التغيرات التي تطرأ عليه نتيجة عدم الاستقرار في العائلة المنفكة بسبب الطلاق الذي يمثل هاجس حياة الأطفال و هم أول الضحايا في هذا التفكك الأسري و تظهر التغيرات في السلوك لدى الأطفال اقل من 5 سنوات في التبول اللا إرادي و الخوف المرضي و اضطرابات النوم التي تظهر على الأطفال المتمدرسين إضافة إلى آثار أخرى تظهر على الحضور المدرسي خاصة عدم الفهم في القسم و التغيب الدائم ذلك أن معظم العائلات الجزائرية تضع الطفل أمام الواقع فيلاحظ المشاكل الأسرية من الضرب و الخيانة ... و كلها أسباب تؤدي إلى اضطرابات نفسية لدى الطفل".