تركت لمدة 4 ساعات ملفوفة في بطانية والدماء تنزف من أذنها وأنفها ناقش قاضي محكمة جنايات البليدة، أمس، ملف جنائيا خطيرا الوقائع يتعلق بالقتل العمدي من دون دافع حقيقي، تورطت فيها مربية أطفال بأولاد يعيش في البليدة بمقتل رضيعة تبلغ من العمر 5 أشهر، تركتها والدتها العاملة بإحدى المؤسسات التربوية برفقتها لرعايتها، إلا أنها لدى عودتها من العمل وعوض تسلم رضيعتها تسلمت جثتها هامدة، والتي أكدت الطبيبة الشرعية التي تم استدعائها بالجلسة للإدلاء بالشهادة، أن الرضيعة تعرضت لنزيف حاد على مستوى الرأس نتيجة تلقيها ضربات عنيفة أدت بخروج الدم من الأنف والأذن مصحوبا بنزيف دماغي، مع وجود كدمات على مستوى الوجه .فصول وقائع القضية تعود إلى تاريخ 19 فيفري 2014، وكعادتها توجهت والدة الضحية «ر.إ» المتعودة على ترك رضيعتها بمنزل جارتها المربية «ل.ع» وهذا منذ قرابة الشهرين من الواقعة، كونها تقطن بالطابق الثالث من نفس العمارة، حيث تترك طفلتها إلى غاية عودتها من العمل، وبتاريخ الوقائع، عادت الوالدة في حدود الساعة الرابعة مساء، لأخذ ابنتها فتفاجأت بشقيقة المتهمة وعلى غير عادتها تتركها واقفة أمام مدخل الباب لإحضار ابنتها التي كانت ملفوفة بالبطانية، أين راودت الوالدة شكوك، وفور الكشف عن وجه رضيعتها أطلقت صراخا خرج على إثره سكان العمارة، أين وجدت أنها ميتة والدم ينزف من أنفها وأذنها، وأمام هول المشهد، تم نقلها إلى أقرب عيادة طبية، أين عاينتها الطبيبة المناوبة لتحرر شهادة تبين أن الرضيعة توفيت منذ حوالي 04 ساعات، وأن الوفاة مشكوك فيها، مباشرة تم إخطار عناصر الأمن التي سارعت إلى عين المكان وفتحت تحقيقا، وبتسخيرة من وكيل الجمهورية، تم تحويل الرضيعة إلى مصلحة تشريح الجثث بمستشفى فرانتز فانون، أين توصلت الطبيبة الشرعية برفقة زميلتها في نفس الميدان بعد التشريح، إلى أن الوفاة كانت عنيفة، لتعرض الرضيعة لنزيف دماغي نتيجة تلقيها لضربات قوية على مستوى الرأس سببت الوفاة، مستبعدة الطبيبة التي حضرت الجلسة فرضية سقوطها من السرير، معللة ذلك بأنه لو فعلا سقطت لتعرضت لكسر في الجمجمة مؤكدة أن الوفاة كانت عنيفة، المتهمة «ل.ع» وطيلة مساءلتها من قبل القاضي الذي حاول معرفة السبب الحقيقي الذي أدى بها إلى قتل الرضيعة، إلا أنها لم تشأ أن تجيب، مصرحة أنها لم تقصد أن تأذيها وأنه بذلك اليوم كانت تعاني من ألم شديد بسبب العادة الشهرية والرضيعة وقتها لم تشأ السكوت ورفضت أن تأكل، فحاولت تهدئتها إلى أن رقدت في حدود منتصف النهار، لحين عودة والدتها التي استلمتها جثة هامدة، وهي نفس الأقوال التي صرحت بها شقيقة المتهمة الشاهدة «ل.ف»، التي كانت برفقتها طيلة اليوم بالمنزل، حيث صرحت أن شقيقتها لم تقتل الرضيعة وحاولت إسكاتها فقط، إلا أن القاضي حاول مجددا إقناع الشاهدة بالاعتراف بالحقيقة لكي ترتاح الضمائر والنفوس بقول الحقيقة وعدم مساعدة شقيقتها المتهمة، إلا أنها بقيت مصممة على موقفها، وبعد غلق باب المناقشة والتماس النيابة الرامي إلى المؤبد، تم تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق المربية.