شهدت عاصمة ولاية بشار، مشادات ومواجهات عنيفة بين السكان وعشرات الأفارقة، الذين لجأوا، مساء أمس، إلى محلات الرئيس التي سبق وأن استولوا عليها قبل سنتين، أين حاصرهم عدد كبير من السكان الغاضبين. أكد شهود عيان ل«النهار»، بأن محاولة اعتداء بعض الأفارقة على طفلة في التاسعة من العمر، كان الفتيل الذي أوقد نار الفتنة، وبالمقابل أدت محاصرة السكان الغاضبون لعشرات الأفارقة داخل محلات الرئيس بحي الإنارة، إلى رد عنيف من قبل الأفارقة الذين لجأوا بدورهم إلى استعمال الحجارة، مما تسبب في سقوط جرحى بين الرعايا الأفارقة والسكان الذين طالبوا من السلطات الأمنية إبعاد هؤلاء الرعايا الذي باتوا يشكلون خطرا كبيرا، في حين تمكن عناصر الأمن بوسط مدينة بشار بالقرب من السوق المركزي، من الوقوف أمام مجموعة أخرى من الأفارقة الذين اتصلت بهم المجموعة المحاصرة بحي الإنارة، ومنعوهم من التنقل إلى حي الإنارة لمؤازرة المحاصرين. السكان الغاضبون طالبوا بحضور والي بشار ورفضوا الحديث مع رئيس ديوانه، حيث تفاوضوا مع المراقب الجهوي لشرطة الجنوب الغربي وأمهلوا السلطات مدة لترحيل الأفارقة،بحيث ظلت عملية الكر والفر مستمرة بين عناصر الأمن وأعداد هائلة من السكان الغاضبين، وعشرات الأفارقة الذين لم يتوانوا في رمي الحجارة على السكان، الأمر الذي أدى إصابة عدد من السكان والأفارقة بجروح متفاوتة الخطورة، لتتطور الأمور عند مغيب الشمس إلى لجوء السكان الغاضبين إلى إشعال العجلات المطاطية قطع الطريق، وللتذكير، فإن «النهار» كانت قد أشارت إلى خطورة الوضع، شهر ديسمبر من السنة الماضية، وحذرت من الانتشار الفظيع للاجئين الأفارقة من مختلف الجنسيات، وهو الانتشار الذي شهدته عاصمة الولاية بشار في تلك الفترة، أين استحوذ عدد كبير قدّر بالمئات من اللاجئين الأفارقة على مساكن الرئيس واتخذوا من محلاتها ملجئا لهم منذ أكثر من سنتين، التي تحولت إلى إقامة لمئات الأفارقة الذين وجدوا ضالتهم في غياب السلطات المحلية والأمنية.