أشرقت، أمس، شمس الطبعة الثانية عشر لمهرجان جميلة العربي، بطبق من الطبوع المعروفة في المغرب العربي، مشكّلةً فسيفساء كسرت كل الطابوهات السياسية، حيث راح ركح جميلة الأثري، يشرب من عطر القواسم المشتركة وسحر الكلمات الطربية حتى الثمالة، آخذا بين أمواجه الهادئة جمهورا ذواقا وتواقا لمثل هذا الفن الثري، فاستطاع الفنانون المشاركون في صناعة هذه الملحمة، أن يشكلوا لوحة موحدة للمغرب العربي وكسر كل الحواجز، وتقديم صورة للعالم أجمل عن حكاية فنية لها أواصر متينة بين الجزائر وجيرانها من تونس إلى المغرب ثم إلى موريتانيا، وعلى هامش المهرجان كشف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، عن برمجة جيدة لمهرجان جميلة العربي، حيث من المرتقب أن يتم إعادته إلى الموقع الأثري كويكول مثلما كان عليه في الطبعات الأولى، كاشفا في الوقت ذاته أن الميزانية المخصصة لطبعة هذا العام لم تتجاوز 12 مليارا، وتأتي هذه الخطوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلامية للحفاظ على سمعة هذا المهرجان الذي بدأ نجمه يأفل، مؤخرا، بعدما كان يضاهي كبريات المهرجانات العربية والدولية، خاصة وأن الإطار المكاني يلعب دورا كبيرا في نجاح المهرجان الذي لم يشهد نجاح أكبر مما كان عليه وسط الصخور الأثرية العملاقة بالموقع الأثري .