حضر الطرب و الدبكة و .. غاب الجمهور غاب الجمهور عن السهرة الثانية من مهرجان العربي المقام بالمدينة الأثرية بجميلة، في حين حضر الإبداع والإمتاع بصوت نجم السهرة الأول بدون منازع الفنان اللبناني سعد رمضان، الذي تألق كعادته ممتعا الحضور بباقة منوعة من الأغاني اللبنانية، الطربية وحتى الجزائرية التي زرعت الحماس في الجمهور فتجاوب بالرقص و الغناء. نجم ستار أكاديمي الذي تجاوزت شهرته حدود العالم العربي، استهل حفله بأداء إحدى أشهر أغانيه «بيّاع بحبك» الرومانسية الحالمة، اتبعها برائعة الفنانة اللبنانية العملاقة فيروز «سهر الليالي» التي قدمها بإحساس كبير، قبل أن يفاجئ الجمهور بموال أعده خصيصا لأجل الجزائر الحبيبة، مهد الثورة وقلعة المجاهدين و الموسوم «ألو لما سعد عاد على الجزائر فرحان». ذروة فقرة الفنان سعد رمضان، كانت بتقديم وصلة غنائية لبنانية تراثية متنوعة على وقع الدبكة، التي تفاعل معها الجمهور بالرقص والتصفيق، خاصة أغنية "ميّل يا غزيل" تلاها بأنغام جزائرية راقت جمهور جميلة، لجمال الآداء و تميّزه في إعادة «يا الرايح وين مسافر» لدحمان الحراشي و»سي لا في» لخالد و»بلادي هي الجزائر» لمامي، و هو ما ساهم في زرع الحماس أكثر في الجمهور، قبل أن يعود إلى الأغنية الطربية بانتقائه مجموعة من أجمل ما غنت الراحلة وردة الجزائرية منها «في يوم وليلية» و «بتونس بيك» ثم»حرمت أحبك». و لم يبرح النجم المتألق ركح كويكول الأثري دون تقديم شيئا من ألبومه الجديد لجمهوره بالجزائر فاختار أغنية»ضد النسيان» التي أحرز كليبها مع النجمة ليليا الأطرش نجاحا ملفتا لختام فقرته التي سيتذكرها الكثيرون، قبل أن يترك المكان لكوكبة من الفنانين الجزائريين الذين طبعوا السهرة الثانية للمهرجان بأجمل الأغاني التراثية الجزائرية من مختلف الطبوع، و الإيقاعات و ذلك بتوقيع من كل من الفنان فريد حوامد، كمال القالمي، جهيدة، ففرقة إيثران القادمة من غرداية، قدمت باقة منوعة من الموسيقى التراثية الميزابية الثرية. جدير بالذكر أن برنامج السهرة الرابعة اليوم، سيتضمن الفنانة الأردنية ديانا كرزون نجمة للسهرة، بجانب نجل الفنان العملاق صباح فخري أنس و حميدو و عبد الوهاب البشاري و الشاب أمين، الشاب زينو. رمزي تيوري سعد رمضان في ندوة صحفية «شغوف بالأغاني الجزائرية والجمهور الجزائري ذواق للفن» كشف الفنان اللبناني سعد رمضان بأنه مسرور لتواجده بالجزائر، في ثاني مشاركة له في مهرجان جميلة العربي، مضيفا بأنه تلقى أصداء إيجابية من مشاركته الأولى، مؤكدا بأن الجمهور الجزائري يعشق الأغاني اللبنانية: «تشرفت بتقديم أغاني وردة الجزائرية وأغاني أخرى لفنانين جزائريين كبار». و حول مسيرته الفنية قال النجم بأنه خريج مدرسة ستار أكاديمي ودرس الموسيقى بشكل معمق من أجل تقديم فن يعجب الجمهور، أما بخصوص الرسالة التي يقدمها فأردف: "الفن يسعى للتوحيد والتقريب بين الشعوب ونسعى كفانين إلى تبليغ هذه الرسائل وبعث مشروع الوحدة العربية لتوحيد الصفوف». كما أبدى سعد رمضان إعجابه الكبير بالموسيقى والفن الجزائري مشيرا إلى كلماته الخفيفة و علّق قائلا «أنا شغوف بتذوق كافة الطبوع والمزج بينها لتقديم موسيقى جديدة». وختم في الأخير «أشكر القائمين على المهرجان و إنشاء الله مروري كان طيبا على نفوس الجمهور الجزائري».