بعد عشر ليال ساحرة احتضن فيها الموقع الأثري "كويكول" مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، تضامنا مع الشعب الفسلطيني وتحت شعار "غزة الصمود" مختلف الطبوع الغنائية العربية على تنوعها، كانت سهرة الختام من توقيع كل من سلطانة الطرب العربي فلة عباسة وشمس الأغنية العربية نجوى كرم إلى جانب ابنة القبائل تانينا. الجزء الأول من السهرة الختام كان من نصيب صوت أتى من لبنان، هي نجمة تغني وتجاهر وتعلن رومنسية، صدق ومواقف لا لقب يصنفها، جوائزها تحصيل على تعب حاصل والمتبقي اسم من ذهب غازلته بيدها وكلها أنوثة. هي نجمة بكل المقاييس، إنها شمس الأغنية العربية نجوى كرم التي غنت فأبدعت فزلزلت الموقع الأثري بجميلة وألهبت الجمهور الذي جاء من كل حدب وصوب للاستماع إلى ما ستقدمه هذه الفنانة بصوتها الجبلي والتي افتتحت السهرة بأغنية ترحيبية بعنوان "يا مرحبا" وتلتها أداء بعض الأغاني على غرار "يا بي"، "خليني أشوفك"، "بدك ترجع"، "تعا أخبيك"، "يا يما ندمانة"، "عيني بعينك خليلي قلبك"، "ما بسمحلك" و"أم الظفاير"، لتعتلي بعدها الفنانة القبائلية تانينا التي أبعدت هي الأخرى ورقص على أغانيها القبائلية الجمهور الذي كان حاضرا بالموقع الأثري، أما ختام السهرة الأخيرة من المهرجان فكان من أداء وإبداع سلطانة الطرب العربي فلة عبابسة، التي أدت باقة من أجمل أغانيها، ليعلن بعدها عن إسدال الستار عن فعاليات الطبعة العاشرة من مهرجان جميلة العربي، الذي أرادته الجهات الرسمية صوتا متضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة، حيث سيتم تخصيص مداخيله لضحايا العدوان "الصهيوني" على غزة.
نجوى كرم: "يجب على العرب الاقتداء بالجزائر في دعمها لغزة" دعت النجمة اللبنانية نجوى كرم العرب إلى الاقتداء بالجزائر في دعمها للقضية الفلسطينية، مثنية على قرار اتجاه الدولة الجزائرية إلى تبني أوجاع الفلسطينيين منذ الوهلة الأولى لبداية العدوان "الصهيوني" على غزة. وقالت شمس الأغنية العربية ابنة بلاد الأرز لبنان الشقيق، نجوى كرم، وهي واقفة على ركح كويكول الأثري الذي سبق وأن احتضن مبادرة دعم ضحيا العدوان الصهيويني على لبنان سنة 2006: "من الضروري والمهم الاقتداء بالجزائر في تضامنها مع شعب فلسطين". وأضافت نجوى كرم في سياق متصل: "أنا متتبعة لواقع الفن في الجزائر"، حيث لمحت إلى وجود مواهب واهتمام كبير بالغناء من طرف الفنانين سيما في ظل احتواء الساحة لجمهور عريض وذواق لكل الطبوع، مشيرة إلى أن الجزائر أصبحت بفضل هذه الميزة محج وملاذ كل الفنانين العرب، الذين أصبحوا يقصدونها لعرض أعمالهم أمام جمهور لا يخذل أمامه أحد على حد تعبيرها. وقد أبدت نجوى كرم استعدادها للمشاركة في أي مبادرة تضامنية مع الشعوب المضطهدة في العالم العربي كله، متمنية حدوث قفزة جديدة في مجال الفن وفق أبجديات العمل الجماعي وتوحيد الرؤى بين الفنانين بما يخدم قضايا الأمة العربية. وقالت نجوى كرم متحدثة عن العدوان الصهيوني على غزة: "أتألم كثيرا لما يحدث في غزة، خاصة مظهر الأطفال الذين يقصفون بآلة الموت الصهيونية بلا شفقة"، داعية الفنانين إلى تبني معاني الحرية والسلام في الأعمال الفنية مهما اختلفت دياناتهم. وعما يحدث من حراك في بعض البلدان العربية قالت نجوى كرم: إنها لا تفهم كثيرا في السياسة لكن غالبية الصور تؤكد أنه مجرد وهم أصاب هذه البلدان التي باتت تخبط شعوبها خبط عشواء في ظلمات لا تزيدها إلا تأخرا بل وتراجعا إلى الوراء، والثورات التي اندلعت بمسميات عديدة تخمد هذه الشعوب أكثر مما تحررها، فالحديث كله عن الآلام والمشاكل وكأنه لا يوجد إبداع وأفكار، أناس عملوا حقا وقدموا إنجازات كثيرة لكن الإعلام لم يظهرها للعيان فباتت حبيسة الأدراج.
كواليس المهرجان:
لم تمر الليلة الأخيرة من مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، بردا وسلاما على مبعوثي قناة "أم بي سي"، حيث قبل شد الوفد الإعلامي رحاله إلى الموقع الأثري الذي يحتضن فعاليات المهرجان، حصل شجار بين المكلف بالإعلام لدى محافظة مهرجان جميلة العربي عبد الحميد بوحالة، وصحفي من القناة المذكورة، استعمل فيه هذا الأخير كلمات نابية وتصرفات صبيانية وأمام أعين الصحافيين الذين كانوا يتناولون وجبة العشاء، لكن بوحالة لم يرد عليه في الفندق بأي كلمة، مما جعله يتوجه إلى القسم الحضري الأول للشرطة بسطيف، وقدم شكوى عما تعرض له من طرف الصحفي الذي "بزق" على وجهه، لينتقل بعدها أعوان الشرطة إلى الفندق، واقتادوا الصحفي إلى المصلحة للتحقيق معه. هذا، ونشير أن الثنائي الذي اعتمدته قناة "أم بي سي" لتغطية فعاليات المهرجان، خلق نوعا من الفوضى في الفندق بانتقادهم لكل شيء، وهو ما جعلهم محل سخط من طرف الإعلاميين الذين طالبوا مدير الإعلام والاتصال سمير مفتاح باتخاذ إجراءات ردعية ضدهم.
وجدت الفنانة، التي تسمي نفسها ب"السلطانة"، نفسها في وضع لا تحسد عليه، بعد أن خيرها قائد الفرقة لحظات قبل صعودها إلى منصة "كويكول" للغناء، بدفع أجر الفرقة أو عدم مرافقتها في الغناء، حيث دخلت في مفاوضات مع كل عناصر الفرقة، ووعدتهم بالدفع لهم بمجرد العودة م إلى العاصمة مباشرة، إلا أنهم رفضوا عرضها، وهو ما جعل المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي يتقدم من فلة عبابسة، حيث عاتبها ولامها على ما حدث، حيث أخبرها أنه كان عليها ترتيب جميع أمورها مع فرقتها قبل المجيء إلى جميلة.
قبل ساعات قليلة من انطلاق السهرة الأخيرة من مهرجان جميلة العربي، بعثت المطربة كريمة الصغيرة التي كانت مبرمجة أن تغني في سهرة الختام، رسالة في "الفايسبوك" إلى الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تخبرهم بأنها لن تأتي، بحجة أنهم حجزوا لها في فندق من ثلاث نجوم، في الوقت الذي تقيم فيه شمس الأغنية العربية نجوى كرم، في فندق من خمس نجوم، وهو ما جعل لخضر بن تركي يتساءل: هل يوجد فندق من خمس نجوم بسطيف حتى تقيم فيه نجوى، وليتقرر بعدها الاستنجاد بأعضاء فرقة ألحان وشباب لخلافة كريمة فوق المنصة.