تمكّن، مساء أول أمس الثلاثاء، مواطنون وأفراد عائلتي الشابين اللذين فُقدا منذ 12 يوما بصحراء تنزروفت في برج باجي مختار الواقعة على بعد نحو 800 كلم جنوب عاصمة الولاية أدرار، من العثور على جثيتهما في حالة يرثى لها. ويتعلق الأمر بكل من "باعلال عادل" 22 سنة و"عكرمي رقاني" المدعو "مولاي" 24 سنة، ينحدران من مدينة برج باجي مختار، حيث كانا قد خرجا في جولة خارج مدينة برج باجي مختار كعادتهم، حسبما أفاد به والد أحد الشابين، وهو الحاج "باعلال البركة" في اتصال هاتفي ل "النهار"، غير أنهما ضلا الطريق وتاها وسط الصحراء بسبب زوابع رملية كانت قد اجتاحت المنطقة خلال تلك الفترة التي خرجا فيها، حيث كانا على متن دراجة نارية ومعهما قارورة مياه واحدة فقط، ولم يعودا إلى المدينة منذ ذلك الوقت، أين باشرت عائلتا المفقودين عملية بحث واسعة رفقة مواطنين من المنطقة، والذين سخروا لهذه العملية نحو 17 سيارة خاصة، من دون أن يتلقوا مساعدة من مصالح وهيئات أخرى، تنقلوا من خلالها إلى عدة مناطق من بينها منطقة تتواجد بها إحدى الآبار المائية وتبعد على مسافة نحو 25 كلم عن برج باجي مختار، أين تم العثور على أغراض خاصة بهما تم التعرف عليها من قبل ذويهم، إلى جانب آثار عجلات دراجتهما النارية، أين تم تقفي آثارهما إلى مسافة نحو 120 كلم غرب برج باجي مختار بمنطقة تسمى "إيلينن"، غير أنهم لم يتمكنوا من العثور عليهما، ليستمر البحث عنهما بتقفي الآثار إلى أن تم العثور عليهما بمنطقة شمال برج باجي مختار على مسافة 50 كلم باتجاه رڤان، في حالة يرثى لها، خاصة وأن جثتيهما بدأتا بالتعفن والروائح تنبعث منهما، وهو مادل على وفاتهما عطشا بعد محاولتهما استكمال الطريق مشيا على الأرجل منذ نحو ثلاثة أو أربعة أيام تبعا لنفس المصدر الذي أوضح أن دراجتهما عُثر عليها قبل جثتيهما بنحو 65 كلم غرب برج باجي مختار. وتجدر الإشارة إلى أن جثتيهما وجدتا على مسافة 10 أمتار بينهما وبمعيتهما هاتفيهما النقالين ومرآة كانت بحوزتهما كان الشابان يستغلانها لمحاولة إنقاذ نفسيهما في مكان تنعدم فيه التغطية بالشبكات الهاتفية، ليتم نقل جثتيهما إلى مستشفى برج باجي مختار.