حسب رئيس مكتب الشعائر الدينية بمديرية الشؤون الدينية لولاية باتنة يحملون جنسيات كولومبية برازيلية صينية وبلغارية أصدرت الجهات المختصة بولاية باتنة، خلال السنوات الأخيرة، أكثر من 100 شهادة ثبوت واعتناق الإسلام لأجانب من مختلف دول العالم، وحسب رئيس مكتب الشعائر الدينية بمديرية الشؤون الدينية لولاية باتنة، الأستاذ جمال بن كاوحة، فإن الغاية من جل هذه الشهادات المستصدرة، هو استعمالها في ملفات زواج هؤلاء الأجانب من شابات باتنيات، لأن القانون الجزائري يفرض على الأجنبي الراغب في الزواج من جزائرية أن يعتنق الإسلام إذا كان غير مسلم، ويكون ذلك من خلال النطق بالشهادتين، ثم يدون ذلك في محضر رسمي من طرف الإمام، أما إذا كان مسلما من دول عربية أو غير عربية، فإن القانون يشترط عليه الحصول على شهادة ثبوت الإسلام التي تمنحها له مصلحة الشعائر الدينية بعد التحقيقات اللازمة، واستيفاء طالب هذه الشهادة للشروط القانونية على رأسها توفر الشهود . من كولومبيا والصين والهند وألبانيا وبلغاريا ومختلف الدول العربية شباب سلبت الشاويات قلوبهم ومن خلال الإحصائيات المتوفرة، يتضح أن الأجانب المتزوجين من باتنيات ينتمون لمختلف دول العالم، على غرار ألبانيا وبلغاريا وحتى كولومبيا والصين والهند، تعرف شباب من هذه الدول على شابات من مختلف بلديات ولاية باتنة. ففي هذا الصدد، ومن القارة العجوز أوروبا الشاب الثلاثيني البلجيكي «ديهوكس.ج» نجده قد سار في نفس طريق نضيره «سبانداج.ن» من جمهورية ألبانيا، حيث اتخذا نفس قرار الإفريقي التانزاني «مليكو كيكو مومودي د«، واختاروا جميعهم شاويات شريكات لحياتهم، في أمر لا يختلف عن ابني القارة السمراء المالي «كيتا.ي» والنيجيري «محمد نور.ع». ومن إفريقيا إلى أرض البن ومهد كرة القدم البرازيل، التي اختار منها المسمى «فوتدا ليس سوزا ب« ابنة مدينة المعذر لتكون أٌما لأبنائه، وفي الوقت الذي نجد فيه طالبي الزواج من باتنيات ينتمون لمختلف دول العالم، فإن الغالبية منهم من دول عربية على رأسها سوريا واليمن ثم الأردن ومصر والسعودية، إذ نذكر على سبيل المثال حالة السوريين «النفرة.أ» و«البردان.أ» والمصريين «إبراهيم محمود إبراهيم. ع.ش»، و«حسام محمد عطية بدر»، هذا الأخير الذي حضرت النهار حفل زواجه الأسبوع الماضي، بشابة من حي بارك فوراج، حيث عبّر عن سعادته الكبيرة لعقد قرانه من ابنة مدينة باتنة «ر.ز»، معتبرا ذلك تقاربا أكثر بين الشعوب العربية، أما الإمام الذي عقد القران الشرعي الشيخ «بشير بن منصر» إمام مسجد عبد الله بن الزوبير، فقد اعتبر هذا الزواج مصداقا لقوله تعالي «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، وإنه ليس بالغريب على ديننا الإسلامي . الفايسبوك من أهم أسباب ارتفاع ظاهرة زواج الأجانب بالباتنيات وبالنظر إلى هذه الظاهرة التي أخذت في التزايد من سنة إلى أخرى، فإن من أهم أسبابها هو مواقع التواصل الإجتماعي التي حولت العالم إلى قرية صغيرة يتعرف فيها رجل من شرق الأرض بفتاة من غربها، وتتطور تلك العلاقة لتتوطد أكثر، حتى يحدث الزواج، كما حصل مع عدد كبير من الحالات المسجلة على مستوى ولاية باتنة وغيرها من ولايات الوطن، يضاف إليها أسباب أخرى متفرقة كالتعاملات التجارية خاصة مع تركيا، التي تزوج منها الشاب «يوزيليورت.أ» بباتنية سنة 2014. ومن الضروري التذكير أن للظاهرة شقين، الأول المتعلق بزواج الأجانب بالشاويات، والشق الثاني يتعلق بزواج الباتنيين بالأجنبيات، حيث تم تسجيل في هذا الشق عدة حالات نذكر منها المكسيكية «اليدا بيريز.م»، والألمانية «راماون أنجليكا ا»، والروسية «دوبرو فولوسكي أ» والبلغارية «ندى بنكوفا ا»، اللواتي تزوجن جميعهن بشباب من ولاية باتنة، ومعظمهن مستقرات اليوم في عاصمة الأوراس ومنهن اللواتي أصبحن يتحدثن «الشاوية» بطلاقة. هو إذاً زواج لم يمنع حدوثه بُعد المسافات واختلاف التقاليد والعادات، فحصل التعارف والتقارب وتحقق زواج ناجح نتج عنه أولاد، أعمامهم منتشرون عبر العالم وأخوالهم مجتمعون في ولاية باتنة.