بعد نحو خمس سنوات من صدور تعليمة وزارية مؤرخة في 2012 متضمنة دمج أساتذة التعليم الثانوي في ماستر 2 وأساتذة التعليم المتوسط في ماستر 1 للمتخرجين من المدارس العليا للأساتذة، لم يعرف مضمون هذه التعليمة التجسيد على مستوى جامعات الوطن في تصرف واضح بعدم تطبيق تعليمات وزارة التعليم العالي، الأمر الذي اعتبره المعنيون بفحوى التعليمة تهميشا وإقصاء لهم بشكل متعمد من دون أي تبريرات، هذا ما جاء في بيان صادر عن الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين «إينيا» تسلمت «النهار» نسخة منه والمرفوع إلى وزير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والمتضمن تسعة مطالب.يأتي في مقدمة اللائحة المطلبية فتح ماستر أكاديمي علمي في جميع التخصصات المتاحة في المدارس العليا للأساتذة ابتداء من الموسم الجامعي القادم، وهو المطلب الذي جاء على خلفية فتح ماستر واحد فقط في تخصص التعليمية، حيث يقول محررو البيان إن هذا التخصص كان نجاحه ضعيفا في تكوين أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي وفق النظام الكلاسيكي خلال المواسم الفارطة، حيث لازال الأساتذة يعانون مع مشكل الشهادات ومواصلة الدراسة في الدكتوراه، الأمر الذي لا يُعقل معه أن يواصل هؤلاء دراساتهم العليا في تخصص كان مآله الفشل.هذا ودعا التنظيم الطلابي إلى اعتماد شمولية الماستر لكل المستويات «باك+4» و«باك+5»، مع استثناء المدارس العليا للأساتذة من القرار الوزاري المتضمن كيفية اختيار الطلبة بالنظر إلى تحويل المدارس إلى هيئات مستقلة عن الجامعات تتمتع بقوانين وقواعد خاصة، على أن تترك المهمة للمجلس العلمي على مستوى المدارس عن طريق امتحانات كتابية من دون الأخذ بعين الاعتبار المعدلات السنوية والدورات الاستدراكية وإعادة السنة، وهو المطلب الذي يعززه عدم الإشارة إلى طلبة المدارس العليا للأساتذة في القرارات الوزارية الصادرة بين سنتي2011 و2012، المتعلقة بهذا المحور خصوصا بعد إلغاء فتح مسابقات الماجيستر في الموسم الجامعي الفارط، إلى جانب السماح للمتخرجين السابقين من المشاركة بنسبة يحددها المجلس العلمي وكذا إصدار أحكام تسهل تسجيلهم في الماستر تطبيقا للتعليمة الصارة في 2012، مع منح نسبة معقولة لهم في مسابقات الماستر، ناهيك عن ضرورة الالتزام بقوانين الوظيفة العمومية التي تمنح الحق للموظفين لممارسة نشاط ثانوي كالتكوين أو التعليم أو البحث، وهو الحق الذي لم تهضمه أغلب مديريات التربية بعدم منحها التراخيص، يضاف إلى هذا منح دكتوراه أكاديمي مع إمكانية المرور إلى الدكتوراه، سواء على مستوى الجامعات أو المدارس العليا للأساتذة مع فتح مسابقات الدكتوراه في المواسم القادمة بعد تخرج أول دفعة ماستر وتنظيم ملتقيات بتأطير وتنشيط من مختصين وخبراء لرفع اللبس المتعلق بمسابقات الماستر بالنسبة لمتخرجي المدارس العليا للأساتذة، وعليه، يأمل «الإينيا» أن تجد انشغالات الطلبة المطروحة في البيان اهتماما لدى وزير التعليم العالي لتفادي أي اختلالات في المسار الدراسي لطلبة المدارس العليا للأساتذة مستقبلا.