الجانية تعيش في منزل فاخر وتنحدر من أغنى العائلات بالعاصمة العجوز طلبت من ابنها المعوق الاتصال بالشرطة قبل طعنه بخنجر أقدمت، أمس، عجوز في عقدها السادس، على طعن ابنها البالغ من العمر 41 سنة، ومحاولة وضع حد لحياتها بذبح نفسها من الوريد إلى الوريد في حي تيليملي بأعالي العاصمة، ويتواجد الإثنان بغرفة الإنعاش بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في حالة صحية حرجة. لم يكن قاطنو العمارة رقم 16 بشارع «البومال» المتواجد بحي تيليملي بأعالي العاصمة يتوقعون أن هدوء العجوز «خالتي مريم» سيتحول يوما ما إلى جريمة قتل بشعة، اقترفتها في حق ابنها «أ.سفيان» ذو 41 سنة المعاق حركيا من الدرجة الأولى، بعد أن وجّهت له طعنة قاتلة وجعلته يغرق في دمائه، حسبما رواه شهود عيان في حديثهم إلى النهار التي تنقلت، أمس، إلى الحي الهادئ، وأكد الجيران بأن «خالتي مريم» تقطن برفقة ابنها الوحيد ووالدتها المرضية والمسنة بالطابق الخامس للعمارة، وهذا بعد وفاة زوجها المحامي المعروف بأنه من بين أحد كبار الأثرياء في العاصمة، ولم تتحمل الجانية وفاة زوجها، حيث أصيبت بانهيار عصبي وأصبحت قليلة الخروج وتلازم منزلها الفخم الذي يحتوي على أثاث ثمين وعتيق يعود إلى الحقبة الاستعمارية. الساعة كانت تشير إلى ال10 صباحا، عندما تفاجأ قاطنو الحي الهادئ بسيارة الإسعاف وأخرى لمصالح الأمن مركونة أمام الباب الخارجي للعمارة رقم 16، والمفاجأة هي أن «خالتي مريم» أقدمت على طعن ابنها باستخدام «بوشية»، بعد أن طلبت منه الاتصال بالشرطة، قبل طعنه على طريقة القصص الخيالية وأفلام «الأكشن»، ليقوم ابنها سفيان بالاتصال بأحد جيرانه الذي كان يعتقد بأن الأمر مجرد مزحة، وما هي إلى دقائق حتى نفّذت العجوز تهديدها وقامت بطعن ابنها بواسطة سكين كبير، ثم توجهت إلى المطبخ حاملة معها علبة كبيرة من السكاكين الفاخرة و«شاقور»، لتقوم بذبح نفسها من الوريد إلى الوريد على مرأى من والدتها المسنة، والتي لم تتحمل هول المشهد الذي كانت تغرق فيه ابنتها وحفيدها في بركة الدماء. وبعد لحظات وصلت سيارة الإسعاف ومصالح الشرطة العلمية لرفع البصمات، حيث تم نقل الأم وابنها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي لإجراء عمليتين جراحيتين خطيرتين وهما يتواجدان بالإنعاش في حالة حرجة إلى غاية كتابة هذه الأسطر. من جهتها، قامت مصالح الأمن بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة التي هزت شارع تيليملي، في حين أكد شهود عيان ل«النهار»، بأن الجانية تعيش اضطرابات نفسية حادة، خاصة بعد وفاة زوجها، وأنها لم تعد تخرج من منزلها إلاّ نادرا.