أقدم، في حدود الساعة التاسعة من صبيحة أمس، فلاح يبلغ من العمر 50 سنة على قتل شيخ رفقة ابنه البالغين من العمر 70 و40 سنة على التوالي بطريقة بشعة، بعدما باغتهما وأفرغ في جسديهما وابلا من الرصاص من بندقيته، خلال شجار عنيف نشب بينهم بسبب قطعة أرض متنازع عليها بقرية محمد الصالح التابعة إقليميا لدائرة بني بوسعيد الحدودية غرب ولاية تلمسان، حيث أنهى القاتل جرمه بالانتحار، حين أطلق على نفسه الرصاص من نفس السلاح الذي قتل بواسطته غريميه . وقد تنقلت قوات الدرك الوطني إلى مسرح هذه الجريمة المروعة، حيث تم نقل جثمان القتيلين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى مغنية، بينما حول الجاني إلى مصلحة الاستعجالات الطبية أين خضع لعملية جراحية، وظلت مصالح الدرك تطوق المستشفى تحسبا لتسجيل انزلاق امني هناك بدافع الانتقام. وحسبما علمته «النهار» من مصادر موثوقة، فإن أسباب هذه الجريمة تعود إلى خلافات حادة اندلعت، مؤخرا، بين القاتل والضحيتين بسبب قطعة أرض يتشارك الجميع ملكيتها بواسطة عقود موثقة، أين كان الجاني قد اشترى هذه الأرض مؤخرا، لكن النزاع بقي قائما حولها من قبل المعنيين اللذين رفضا التنازل عن حصة تعود ملكيتها لأمهما لصالح الشاري، وهو ما استدعى نقل القضية إلى المحكمة للفصل فيها، حيث حاول الشاري جاهدا الحصول على تنازل منهما بخصوص الحصة المتنازع عليها، إلا أن الأخيرين ظلا متمسكين بالرفض للمطالبة باسترجاع الحصة لصالحهما. وفي وقت لم تفصل العدالة بشكل رسمي في مصير القطعة الأرضية المتخاصم عليها، وأمام تزايد حدة النزاع حولها، أحضر الفلاح وهو في حالة هستيريا وغضب بندقية وأطلق منها وابلا من الرصاص، متسببا في قتل شيخ عمره 70 عاما وابنه في ال40 من العمر، قبل أن يطلق النار على نفسه بواسطة نفس البندقية، محدثا هلعا كبيرا وسط السكان، وأعلنت إثرها قوات الدرك الوطني استنفارا كبيرا، حيث طوقت مسرح الجريمة كما حاصرت المستشفى لمنع أي انزلاقات قد تحركها دوافع الانتقام لهذه الجريمة، كما تم فتح تحقيق حول السلاح المستعمل، في انتظار استكمال التحريات التي تشرف عليها الشرطة العلمية التابعة للمجموعة الاقليمية للدرك الوطني بتلمسان. يذكر أن منطقة الرمشي شمال تلمسان عرفت، مؤخرا، معركة طاحنة بالسيوف بين عائلتين متصاهرتين انتهت بمقتل 4 أشخاص.