اعتبر علي بن حاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي زكاه الشعب الجزائري المسلم ''باطلا من الناحية الشرعية''، لأنه تجاهل حسبه ''أسباب النزاع والخصومة، ولأنه جاء من جانب واحد، ولم تحدد فيه أطراف عقد الصلح، معتبرا الجماعات المسلحة الناشطة حاليا طرفا سياسيا في المصالحة، وهو ما يثبت أن على بن حاج يتبنى نفس منهج تنظيم ما يسمى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي يستلهم أفكاره من فتاوى عقيدة الخوارج.جاء في بيان مطول لعلي بن حاج، الرجل الثاني في جبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة ينتقذ فيه ميثاق السلم ، ''أن الجماعات المسلحة الناشطة حاليا تعتبر طرفا ''سياسيا مسلحا''، تم التنازل عن حقوقه الشرعية في بلورة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية''، وللإشارة فإن الجماعات المسلحة الناشطة حاليا، لها ممثل وحيد هو تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، الذي يتزعمه عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود. ولا يزال علي بن حاج يستغل صفة سابقة في الحزب المحل منذ عشرين عاما، لمحاولة إغراق الجزائريين في دوامة الدماء.وعرض بن حاج في بيانه المطول، أهم شروط الصلح في الإسلام ، مقارنا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بعقود الصلح التي قام بها الصحابة والخلفاء الراشدين، حيث عرّج على مكانة الصلح في الكتاب والسنة وفي أثر السلف الصالح وفي باب السياسة الشرعية، وحتى معنى الصلح لغة وشرعا والهدف من الصلح وأنواعه وأركانه.وحاول علي بن حاج التأكيد بأن ميثاق السلم والمصالحة والوطنية الذي زكاه الشعب الجزائري المسلم، تناسى الطرف الآخر مشبها ذلك بعقد الصلح الذي تم بين الحسن بن علي ومعاوية، حيث تنازل الحسن عن منصب الخلافة لصالح معاوية، من أجل حقن دماء المسلمين وتناقض الرجل الثاني في الحزب المحل مع نفسه، حين قال ''إن الصلح الذي تم بين الحسن ومعاوية كان بمثابة رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومعاوية ومن معهما، وكانوا هم حكام المسلمين آنذاك''، ونسي بن حاج أن الجماعات المسلحة الناشطة حاليا، تكفر الحكم في الجزائر المسلمة، وتنتهج منهج ''الخوارج'' هي أيضا. واستدل بن حاج على بطلان ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بحجة ''أن السلطة لم تجلس في طاولة الحوار منذ 1992 مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهو ما يؤكد أن الرجل الثاني في الحزب المحظور جد مقتنع أن الجماعات المسلحة الناشطة حاليا، ويمثلها طرفا وحيدا هو تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، هي امتداد للعمل المسلح الذي بدأ مطلع التسعينيات، وبالتالي فإن بن حاج يعتبر تنظيم القاعدة بمثابة الجناح العسكري للتنظيم ''السياسي'' الذي يقوده، ويأتي هذا ليؤكد النهج الذي يسير عليه علي بن حاج، إذا قمنا بنظرة تأملية في مختلف البيانات التي كان يصدرها ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب بالأغلبية في سنة 2006.