تحية طيبة وبعد: امتلأ القلب حزنا ويكاد ينفجر من شدة الأسى والقهر، مشاعر لا توصف، فالمصاب جلل عندما يتعلق الأمر بفراق أحب الناس، إنها زوجتي أم أولادي، مهجة قلبي وتوأم روحي، رحلت إلى دار الحق، فارقتني وغيّبك الموت عني، تفاقم مدى اشتياقي وحنيني إليك، تتركز كل أفكاري وتهرب مني إليك، يشدني الشوق والحنين بشدة إليك، ضاع عمري مرتين، مرة قبل أن ألقاك، والثانية عندما لم أعد ألقاك، أروع الأشياء كان حضورك، وأبلغ الكلمات حديث قلبك، وأكثر ما أهوى طيف روحك وهو يزين المكان. إفتقدت نفسي بعد موتك، أبحث عنها فلا أجدها، نعم أنت نفسي يا شريكة الروح، أبحرت وحيدا بعدك، ضاعت مجاديفي وأصابني الحزن، عندما أنام أحلم أنني أراك في الواقع، وعندما أصحو أتمنى أن أراك ثانية في أحلامي. هذا الصباح ليس ككل صباح، فعبق طيفك يلوح بتواجدك في كل أركان خيالي، يستهويني أن أحادثك، صارت دُموعي أمطار في غيابك، فأزهرت بساتين الحزن، اشتقت إليك يا أروع امرأة في الكون، كنت شمس زماني ونورا أضاء دربي، يعجز عقلي عن التفكير في غيابك، بعد موتك تغير كل شيء في الأكوان وتوقفت الأرض عن الدوران، تكسرت عقارب الأزمان، أصبح النهر مالحا وغدا البحر عذبا، تغير طعم حياتي، عدت لزمن ولادتي وغيرت موضوع قلبي، صار في اليمين بعد أن كان باليسار، وكل الكون لا يساوى من دونك شيء، عجزت روحي أن تلقاك وعجزت عيني أن تراك، ولكن لم يعجز قلبي أن ينساك، تركتني وحيدا في صحراء الهجر بين جبال الأحزان وعلى سهول الحرمان، رحلت فأمطرت سحابة دمعتي وتكثف ضباب حيرتي، رحلت ومازال طيفك يزورني فيلهب مشاعري ويؤجج نيران اشتياقي لك ويثير أمواج هيامي، ما زال جُرحي نازفًا والقلب في شوق وحنين، فإذا العين لم ترك فالقلب لن ينساك والعمر من دونك يختفي، ومن دونك قلبي ينتهي. @ من «سمير» إلى روح زوجتي الطاهرة «هدى»