الحدود البرية ستبقى مغلقة من أجل المحافظة على أمن البلاد أرجع رئيس الجهاز التنفيذي، عبد المالك سلال، أسباب غلق الجزائر لحدودها البرية، إلى الرغبة في المحافظة على الأمن والاستقرار، بالنظر للمشاكل الأمنية العويصة التي تعرفها بعض دول الجوار، وقال «الحدود الجزائرية وعلى امتداد ثمانية آلاف كيلومتر حمراء بسبب الإرهاب الخطير الذي زعزع أمن واستقرار العديد من دول الجوار». وقال، عبد المالك سلال، خلال اجتماعه بممثلي المجتمع المدني لتمنراست في ختام زيارته التفقدية لهذه الولاية ردا على انشغال بعض التجار حول ركود نشاطهم جراء غلق الحدود البرية مع النيجر، «نحن ندرك جيدا أن غلق الحدود أحدث تراجعا في الحركة التجارية والسياحية بالمنطقة، لكن المحافظة على الأمن والاستقرار يقتضي منا اتخاذ مثل هذا القرار»، مشيرا إلى أن «المشاكل العويصة التي تعرفها دول الجوار دفع بنا إلى اتخاذ تدابير لنحافظ على أمن واستقرار بلادنا». وذكر في هذا الخصوص أن هذه الإجراءات الأمنية تصب في صالح البلاد والأمة الجزائرية، مشيرا إلى وجود جماعات إرهابية خطيرة في بعض دول الجوار، بالإضافة إلى أطماع من دول أخرى، لذلك يتعين -كما قال – «أن نقبل ببعض الضغوط وأن لا نستهين بأمننا الذي هو من أمهات قضايا الوطن». وأبرز الوزير الأول في نفس الإطار، أن الجزائر استعادت أمنها بفضل تضحيات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن، مضيفا أن قوات الجيش متمركزة على مستوى كل الشريط الحدودي. وأكد أن السياسة التي انتهجها رئيس الجمهورية تهدف إلى زرع الأمن والطمأنينة في دول الجوار، باعتبار -كما قال- «أن أمن الجيران من أمننا»، مذكرا بأن تدخل الجيش الوطني الشعبي خلال الاعتداء الإرهابي الذي وقع على مركب الغاز بتڤنتورين في عين أمناس، أبرز قوة الجزائر وقدرتها على المواجهة، مؤكدا على أن الاستقرار هو «أم القضايا في الجزائر ويتعين أن نتحمل كلنا المسؤولية لضمان أمن واستقرار البلاد»، وأوضح الوزير الأول أنه لابد من اتخاذ كل التدابير الأمنية ولا سيما في هذه المنطقة الحدودية. إلى ذلك، وعد الوزير الأول بإنشاء موانئ جافة بولاية تمنراست، من أجل تسهيل مهمة التصدير إلى الدول الإفريقية. إجبار وكالات السياحة على التعاقد مع شركات الحراسة الخاصة لتأمين السياح وفي المجال السياحي، أكد الوزير الأول على أهمية إلزام أصحاب وكالات السياحة والأسفار بالتنسيق مع الشركات الخاصة للحراسة، من خلال توظيف عون أو اثنين من أجل تأمين السياح، معربا هنا عن استيائه من الانتشار العشوائي للمساكن الفوضوية بالمسالك المؤدية إلى «الأسكرام»، مما أفقدها بريقها السياحي. وأشار سلال، خلال لقائه مع السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني، إلى أن مناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير تزخر بإمكانات لم تستغل كاملة لحد الآن، مثل الطاقات المتجددة والمياه والعقار الفلاحي والصناعي، حيث دعا في هذا السياق إلى ضرورة تطوير مختلف المجالات كالسياحة والفلاحة والرعي، وعدم التركيز على استغلال الموارد الطبيعية فقط. وأشار سلال إلى أن تمنراست ستلعب دورا محوريا لتطوير التواصل القاري، من إمكانيات النقل البري والجوي إلى وسائل الاتصال الرقمي التي يتم تطويرها حاليا، ولاسيما في المناطق الحدودية في إطار نظرة شاملة ومندمجة. كما أكد الوزير الأول على أن الدولة عمدت إلى مرافقة هذا البرنامج الطموح لتنصيب الولايات المنتدبة، ورفع قدرات التعليم العالي والتكوين المهني في الولاية، إضافة إلى وضع تدابير مشجعة للتوظيف والنشاطات الاقتصادية، كي يستفيد شباب المنطقة من هذه الديناميكية الإيجابية والمشاركة في تجسيد التجديد الوطني.