شُيعت، عصر أمس، جنازة الطفل «حسام بلقاسمي» الذي عثر عليه، أول أمس، جثة هامدة تطفو فوق سطح بركة مائية بغابة سيدي سليمان في نقطة تتوسط بلديتي بواسماعيل وخميستي، وسط جو من الحزن والأسى الكبيرين، خاصة أن الحادثة وقعت في ظروف غامضة ولا تزال قيد التحقيق، رغم تأكيد تقرير الطبي الشرعي أن حسام توفي غرقا، وهو ما عمق من جراح العائلة التي فقدت ابنين اثنين في ظرف أقل من خمس سنوات. ووري جثمان الضحية الثرى بمقبرة بواسماعيل، أين سجل حضور كبير لأفراد وأصدقاء عائلة «حسام» وجيرانه الذين بدت عليهم ملامح الحيرة والدهشة، خاصة أن الحادثة تشوبها العديد من علامات الاستفهام، ولا تزال خيوطها غامضة ما دام التحقيق لا يزال جاريا في القضية، وبتأثر كبير تمت مراسم الجنازة، حيث دفن «حسام» غير بعيد عن قبر أخيه، تاركا وراءه أما أنهكها الزمن وأتعبتها المحن برفقة أشقائه الذين كانوا في حالة تأثر كبير للفاجعة التي ألمت بأخيهم الصغير الذي كان صبيا هادئا يستمتع بحلم الطفولة. «النهار» زارت بيت العائلة الكائن بحي لومبار بأعالي بواسماعيل، أين استقبلنا أشقاء الضحية وجيرانه في جو من الحزن والحسرة على فقدان «حسام»، الذي يشهد جيرانه بأنه كان فتى بشوشا ومحبوبا وسط أصدقائه وجيرانه في الحي. شقيق «حسام» الموقوف في القضية: «أنا بريء ولم أعلم بخبر وفاة أخي إلا اللحظة» أكد شقيق حسام الموقوف في القضية، منذ 4 أيام، والذي أطلق سراحه ليلة أول أمس، أنه بريئ ولا علاقة له بقضية وفاة شقيقه غرقا، مشيرا إلى أنه لم يكن يدري أن شقيقه توفي إلى غاية إطلاق سراحه، بسب الاشتباه فيه في قضية التورط في مقتل شقيقه «حسام»، وأكد ذات المتحدث ل«النهار» أنه كان بعيدا عن منطقة بواسماعيل عندما كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، وعندما عاد إلى المنزل مساء تم إبلاغه باختفاء شقيقه، أين تقدم لمصالح الدرك الوطني لتقديم بلاغ. والد «حسام»: «نوكّل ربي هو يجيبلي حق وليدي» أكد عمي «أحمد» والد الطفل «حسام» أنه لا يسعه إلا أن يوكل الله لأخذ الحق ممن تسببوا في مقتل فلذة كبده «حسام»، مشيرا إلا أن هناك فاعلا وراء الغرق، على اعتبار أن «حسام» لا يمكنه الصعود لوحده إلى الغابة، وأن موته فيه الكثير من الألغاز وعلامات الاستفهام التي يجب الكشف عنها. وقد كشف جنازة «حسام» عن هبة تضامنية واسعة لسكان مدينة بواسماعيل ومختلف العائلات التي قدمت من مختلف مناطق ولاية تيبازة، والذين كان مطلبهم الوحيد حماية الطفولة ودعوة الحكومة لتنفيذ حكم الإعدام. والي تيبازة يتكفّل بالعائلة نفسيا أمر والي تيبازة، موسى غلاي، مديرة النشاط الاجتماعي بالتكفل بالعائلة وإرسال أطباء نفسانيين للوالدة وأشقاء «حسام»، وعلمت «النهار» في هذا الإطار أن والي تيبازة أعطى أوامر أيضا لمسؤولي دائرة وبلدية بواسماعيل بضرورة تقديم كل التسهيلات لتشييع جنازة المرحوم «حسام». وقد عرفت جنازة «حسام»، أمس، تطويقا أمنيا محكما، حيث أمّنت عناصر الدرك الوطني حي لومبار عن طريق فرقة SSI وفرقة الشل، إلى جانب الحضور المكثف لعناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة بواسماعيل التي أمنت برفقة مصالح الدرك طريق لومبار إلى غاية المقبرة. وتعالت، خلال الجنازة، مطالب القصاص في قضية «حسام» بالرغم من النتائج الأولية للتحقيق، حيث هتف عشرات الشباب مطالبين بالقصاص والحساب وكشف طلاسم القضية.