كشفت محاكمة عصابة إجرامية منظمة، الأربعاء، تفاصيل مثيرة عن 7 بارونات مخدرات ينحدرون من العاصمة وغرب الوطن، قاموا باستيراد "الكوكايين" من الحدود المغربية إلى أرض الوطن، بغرض إدراجها في قفة أحد نزلاء سجن الحراش. تبعا لقرار الإحالة، أفيد أنّ الخطة تولى تنفيذها المتهم الرئيسي "محمد.ب" المنحدر من مغنية، وهو بارون مخدرات ومسير شركة تصدير واستيراد وهمية بالعاصمة، لأجل تموين شقيقه ب 20 قرصا بوزن 103 غرام من الحبوب المهلوسة، على شكل "مسحوق أبيض" محشوة في وجبته "البطاطا المقلية"، وهي المحاولة التي تم احباطها أمام باب السجن المذكور. وشهدت أطوار القضية التي استعرضتها الغرفة الرابعة بمجلس قضاء العاصمة، اليوم الأربعاء، قيام المتهمين السبعة باستئناف الأحكام الابتدائية الصادرة في حقهم عن محكمة الحراش، والتي أدانتهم بأحكام تراوحت بين 12 سنة والبراءة، عن تهمة الحيازة من أجل البيع للمخدرات، وهي التهمة التي تم اعادة تكييف وقائعها في جنحة تكوين جماعة إجرامية منظمة، استيراد المخدرات الصلبة والمخدرات لغرض البيع والمتاجرة والتخزين، حيازة أسلحة بيضاء محظورة من الصنف السادس بدون مبرر شرعي، وتبييض الأموال. واستنادا للملف القضائي الذي يحوز "النهار أونلاين" على نسخة منه، فإنّ وقائع القضية انطلقت قبل 4 أشهر من التحريات قبل عملية توقيف المشتبه فيهم، فبتاريخ 20 جويلية 2016، وردت معلومات إلى فرقة الشرطة القضائية ببراقي، مفادها قيام أشخاص بجلب المخدرات من الحدود المغربية وترويجها بأرض الوطن، ويتعلق الأمر بكل من المشتبه فيهما "مراد.ق" و"عثمان.ق"، كما وردت معلومات أنّ هذين الأخيرين على موعد مع أحد الأشخاص يكنى "المغناوي" للالتقاء به في مدينة الحراش. وعليه، وبتاريخ 18 أكتوبر 2016 تمّ توقيف المدعو المتهم الرئيسي "محمد.ب" المكنى "المغناوي" أمام مدخل المؤسسة العقابية بالحراش، وهو يحمل قفة تحتوي على مأكولات خفيفة وفواكه، وعند تفتيشها تم العثور على صفيحة من المخدرات، وشرائح "بطاطا مقلية" ممزوجة بالمؤثرات العقلية، في الوقت نفسه، أوقف برفقة "المغناوي" كل من المدعو "محمد أمين.ب" و" سمير.ز" وهما على متن مركبة من نوع " فولسفاغن" الجيل 6 بيضاء اللون، والتي وبعد تفتيشها عُثر داخلها على قطعتين صغيرتين من المخدرات مخبأة تحت الغطاء المطاطي وزنها 49.9 غرام. اعترافات أولية وتلقائية للبارون "المغناوي" كشفت تصريحات المتهم الرئيسي" محمد.ب"، تأكيد الأخير أنه قدم من مدينة مغنية لزيارة شقيقه "يوسف" المتواجد بسجن الحراش، والصفيحة من المخدرات التي ضبطت بحوزته، اقتناها من عند شخص يدعى "الحاج" يقيم بوهران، برفقة شخص آخر يدعى "فتحي". وزّود "المغناوي" رجال الشرطة بمكان إقامة وهاتفي "الحاج" و"فتحي"، كاشفا أنّ الشخصين معروفين بترويجهما بالمخدرات وسبق لهما التعامل مع المدعو "عبد الإله.ز" المقيم بمغنية على مستوى حي القاضي، كما أقرّ بمعرفته شخصا آخر يقطن بعين طاية يدعى "مراد.ق" تعرّف عليه منذ 6 أشهر، بعدما التقاه على مستوى مرسى "بن مهيدي" في تلمسان، أين كان بصحبة المدعو "عثمان.ك" الذي زاره في منزله وهناك اتفق معه على صفقة "مربحة" تتعلق بالمتاجرة بالمخدرات من نوع "الكوكايين"، مضيفا أنّ الصفقة لم تكتمل لعدم العثور على ممولين بالمادة المذكورة. الوصول إلى بقية افراد الشبكة استكمالا للتحريات التي باشرتها المصالح ذاتها، تمّ مداهمة مقر إقامة باقي افراد الشبكة الإجرامية المذكورين على لسان المتهم الرئيسي "المغناوي"، وبموجب انابة قضائية وإذن بالتفتيش صادر من قاضي محكمة الحراش، تمّ توقيف المتهم "فتحي.م" وحجز صفيحة من المخدرات وزنها 49.9 غرام داخل مركبته، فيما تم حجز ما وزنه 15 غراما من الكيف بحوزة المدعو "محمد الأمين.ر". وتمّ العثور بمنزل "مراد.ق" بعين طاية في العاصمة، على كمية من مسحوق أبيض أثبتت الخبرة العلمية أنه عبارة عن مادة "باراسيتامول" المخصصة لعلاج الصداع، فيما تم العثور على مسحوق آخر بمنزل المدعو "م.لعجال" تبين أنه عبارة عن مادة الجبس. النيابة .. الوقائع خطيرة وخلال محاكمة المتهمين، أنكر هؤلاء علاقتهم ببيع المخدرات، واكتفوا بالقول بأنهم من متعاطيها، نافيين علاقتهم بالمتهم الرئيسي، واكتفى بعضهم بالقول أنّ علاقتهم به سطحية لا تتعدى حدود المتاجرة في الألبسة التقليدية المغربية، فيما تمسّك المتهم الرئيسي "محمد.ب" المكنى "المغناوي" بجلبه المخدرات إلى شقيقه ومحاولة ادخالها له إلى السجن، قبل أن يتم احباط مخططه عند باب السجن. من جهتها، أبرزت النيابة العامة في مرافعة مطولة، خطورة الوقائع، مركزة على القرائن والدلائل القوية التي بُني عليها الملف، ملتمسة في الأخير تشديد العقوبة في حق كل واحد منهم، ليقرر قاضي الحكم النطق بالحكم الأسبوع المقبل.