أبدى المهاجم الجزائري لنادي ماينز الألماني، لعمري الشاذلي، متفاجئا هو الآخر من عدم توجيه الدعوة إليه من قبل الناخب الوطني رابح سعدان، على غرار علامات الاستفهام الكبيرة المطروحة عند عامة الجزائريين وكذا المتتبعين عن سبب تجاهل سعدان له، على الرغم من أنه يؤدي أحد أحسن مواسمه مع ناديه الألماني ويلعب بصفة منتظمة، الشاذلي وفي هذا الحوار الشامل الذي خصنا به أبدى احترافية في تأكيده على احترامه لخيارات المدرب، إلا أنه بدا جد حزين مما يحدث له مؤخرا من خلال تأكيده على أن الأمر الأكثر الذي حز في نفسه، هو عدم الاتصال حتى للاطمئنان عليه، إلى جانب نقاط أخرى كانت محور هذا الحوار. في البداية ، كيف هي أحوالك؟ الحمد لله (قالها بالعربية)، أنا في أحسن أحوالي خاصة وأني ألعب بصفة منتظمة مع فريقي، وهذا هو الأهم، لما تكون ناجحا في مهنتك فهذا يمنحك نوعا من الاستقرار. وكيف هي أحوال "البلاد"؟ - لا بأس الحمد لله - أكيد لديك ولو فكرة صغيرة عن سبب اتصالنا بك لدي شك، أظن أن الحديث سيتمحور حول القائمة الأولية التي أعلنها المدرب الوطني رابح سعدان تحسبا لمباراة مصر القادمة. ( يضحك) - بالفعل .... - تفضل أنا تحت الخدمة واسأل ما تشاء. - الجمهور الجزائري والمتتبعون وحتى نحن الصحفيين تفاجأنا من خلو القائمة من اسمك على الرغم من أنك تلعب بصفة منتظمة مع فريقك الألماني. أنا من جهتي تفاجأت للأمر، لا أخفي عليك أنني كنت أترقب على أحر من الجمر أن يتم استدعائي انطلاقا مما سبق وان ذكرته في سؤالك، لكن المفاجأة كانت كبيرة، لكن ما باليد حيلة هذه اختيارات الناخب الوطني والجميع مطالب باحترامها. - ألم تتساءل في قرارة نفسك عن السبب الرئيسي لذلك؟ عملت جاهدا على إيجاد تفسيرات لذلك، لكن أرهقت نفسي دون أن أجد المبررات الحقيقية لذلك، خاصة وأني أتواجد في لياقة بدنية وفنية حسنة مكنتني من اللعب بصفة منتظمة مع فريقي ماينز الألماني، لكن ذلك ربما لم يشفع لي لدى المدرب رابح سعدان، وأعتقد الجوابي تجدونه عنده. ألم تحاول طرح انشغالك على سعدان؟ - لا، على الإطلاق، لسبب بسيط وهو أن المدرب الوطني لم يتصل بي ولم يتصل بي أي أحد من الفاعلين في الاتحادية لتقديم تبريرات مقنعة، وهو ما حز في نفسي كثيرا، وهنا اسمحلي أن أوضح نقطة مهمة، على الجمهور الرياضي الجزائري معرفتها - تفضل......... - صحيح أن عدم توجيه الدعوة لي من قبل المدرب رابح سعدان لأن أكون ضمن القائمة الأولية للمنتخب الوطني تحسبا لمباراة مصر المقبلة "غاضتني"، خاصة وأني كنت أرغب في المساهمة رفقة باقي زملائي في إفراح الجمهور الجزائري، لكن ما حز في نفسي أكثر هو عدم اتصال أي أحد سواء تعلق الأمر بالمدرب الوطني رابح سعدان أو أي شخص فاعل في "الفاف"، وهو ما جعلني أتأسف كثيرا، لكن وكما قلت لك سابقا ما باليد حيلة كان علي التأقلم مع هذا الوضع، وهناك التزامات أخرى مع فريقي ماينز الألماني. -كلامك هذا يجرنا مجددا إلى التساؤل عن السبب الرئيسي لهذا الجفاء صدقني أنا شخصيا لا أعلم السبب وراء ذلك، ولو كان لي علم بسبب هذا الجفاء ما كنت لأتفاجأ أو حتى يحز في نفسي، لكن تقبلت الوضع بصدر رحب لأن هناك سبب معين جعلني غير مرغوب فيه، ولا يتصلوا بي حتى للاطمئنان علي وهذا الأمر صعب علي تقبله، على الأقل من الناحية الإنسانية كان الجدير بالمسؤولين على الاتحادية والمنتخب الوطني أن يتصلوا بي للا طمئنان علي، هذا الأمر "غاضني بزاف" خاصة وأني كنت منضبطا طيلة مسيرتي مع المنتخب الوطني، ورغم هذا لم ينقص أي شيء من حبي لوطني الأول الجزائر ألم يؤثر ما يحدث لك مع المنتخب على مسيرتك مع ناديك؟ لا، على الإطلاق، والدليل على ذلك أني العب بصفة منتظمة مع ماينز، كان بودي أن أكون ضمن قائمة المنتخب الوطني تحسبا لمباراة مصر القادمة، انطلاقا من إيماني بقدراتي وبإمكانياتي وإعطاء الإضافة والدعم القوي لتشكيلة المنتخب الوطني، لكن عدم دعوة المدرب سعدان لا تحول دون نومي مرتاح البال، بل بالعكس تماما من ذلك فالحياة لا تتوقف عند هذا الأمر وأنا أتواجد حاليا في أحسن أحوالي من الناحية المعنوية لأن تركيزي منصب على إنهاء البطولة مع فريقي بمستوى طيب كما بدأته قبل إسدال الستار عن البطولة قبل 3 جولات. هل يمكن القول أن العمري الشاذلي قد قرر تطليق المنتخب الوطني على ضوء ماحدث له؟ أنا تحت خدمة المنتخب الوطني متى احتاج لي، الألوان الوطنية عزيزة كثيرا علي، ولن أستطيع رفضها لا في الوقت الراهن ولا مستقبلا، صحيح أن حالة الجفاء التي عرفتها مؤخرا حزت في نفسي كثيرا فيما يتعلق بالجانب الانساني بدرجة خاصة، لأننا بشر وجزائريين قبل كل شيء وعلينا التواصل وأن يطمئن كل طرف على الآخر، وليس لعدم تواجدي ضمن خيارات المدرب الوطني الذي يبقى سيد الموقف وأنا شخصيا أحترم هذه الخيارات، إلى جانب أن الأمر يتعلق بمنتخب جزائري يمثل كل الجزائر الحبيبة. هل هناك بعض الشروط التي قد تفرضها مقابل عودتك مجددا إلى المنتخب الوطني؟ الألوان الوطنية غير قابلة للمساومة لا مني ولا من أي لاعب آخر، لم أفكر في هذا الأمر على الإطلاق ولن أفكر فيه مستقبلا، رغم كل شيء أنا باق تحت خدمة المنتخب الوطني الذي أحمله في قلبي مهما حدث، المهم هذه تجارب الحياة تصادف أي إنسان وتسمح له بالتعلم منها، وأتمنى من أعماق قلبي الفوز للمنتخب الوطني في مباراته القادمة أمام المنتخب المصري وفي باقي التصفيات، وأن نتمكن من العودة إلى المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا في المقام الأول، ولم لا بلوغ حلم المونديال الذي يبقى مشروعا لبلد في حجم بلدنا الجزائر. - مارأيك في القائمة الأولية التي ضبطها المدرب رابح سعدان؟ ( يضحك مطولا) قائمة جيدة لكن ينقصها لاعب واحد وهو العمري الشاذلي...... ( يا صديقي) ، المدرب الوطني حر في اختياراته وعلى الجميع احترامها أنا شخصيا احترم خياراته أيا كانت، المنتخب الوطني لا يصنع انطلاقا من أهواء شخصية، وإنما القائمة تضبط من قبل الناخب الوطني الذي يتحمل مسؤولية خياراته، سواء كانت موفقة أو غير ذلك، أنا من جهتي أتمنى كامل التوفيق للمنتخب الوطني في مأمورياته القادمة - كيف ترى المواجهة القادمة أمام المنتخب المصري؟ مواجهة صعبة وقوية، فعلينا أن لا ننسى أننا سنكون على موعد مع مواجهة أبطال إفريقيا في آخر دورتين، صحيح أن انطلاقة منتخب "الفراعنة" مع بداية التصفيات لم تكن موفقة إلى حد بعيد أمام المنتخب الزامبي، لكن هذا لايعني على الإطلاق أنه سيظهر بنفس الوجه يوم 7 جوان المقبل، على الرغم من إقراري بأن مستوى المنتخب المصري ليس كما كان عليه في آخر دورة افريقية، لكن يجب الحذر لأن المصريين سيكونون في مباراة حياة أو موت، لكن بمقابل ذلك أنا جد واثق من قدرة زملائي على رفع التحدي وتحقيق الفوز المنشود وإسعاد الجماهير الجزائرية. لنعرج الآن على ناديك ماينز الألماني، هل أنت مرتاح .... الحمد لله، أنا جد مرتاح، خاصة وأني ألعب بصفة منتظمة وأحظى بثقة المدرب، نحتل حاليا الصف الثاني وعلى الرغم من تضييعنا للبطولة بصفة نهائية إلا أن مشوارنا هذا الموسم كان جد طيب، فيكفي أننا نحتل المركز الثاني قبل 3 جولات فقط عن النهائية، وأفضل من فرق عريقة ككايزر سلاوتن الذي يوجد في المركز الثالث. هل تفكر في المغادرة، أم أنك ستبقى لموسم آخر؟ مازلت مرتبطا بعقد لموسم إضافي، وتركيزي الحالي منصب على فريقي إلى غاية نهاية البطولة، وبعد ذلك سأفكر في الأمر خاصة وأن العروض لا تنقصني هل لك أن تفصح عنها؟ اعذرني لا يمكن لي ذلك حاليا. ماذا تود أن تقول في الأخير؟ أبلغ تحياتي إلى الجزائر الحبيبة وإلى شعبي الجزائري الذي أعشقه، وإلى ملتقى قريب إن شاء الله.