بوتيرة بطيئة تنتظر التمويل وأخرى في قاعة الانتظار من أجل التجسيد في بلدية سرج الغول في أقصى الشمال الشرقي لولاية سطيف، فبعد المعانات الكبيرة في سنوات الإرهاب وصمودهم، صبرهم نفذ في سنوات الأمن لما يعانوه من أزمات ومعانات في الماء، التعليم، وضعية الطرق وغيرها.بلدية سرج الغول عانت الويلات في فترة الإرهاب مما دفع بالسكان إلى الرحيل الجماعي نحو المناطق التي تتوفر على الأمن، وهو ما تبينه إحصائيات السكان حيث كان يقدر عدد سكانها حسب إحصائيات 1988 بأكثر من 17 ألف نسمة ليتراجع عددهم حسب أخر الإحصائيات إلى 10 ألف نسمة، أي أن أكثر من 7 ألاف نسمة هاجروا المنطقة للرعب والخوف والتقتيل الذي مارسته كتائب فتح والسنة التي كانت تنشط بالمنطقة في تلك الفترة، اليوم وبعد أن بزغت شمس النصر والأمن من جديد ينتظر سكان المنطقة ثورة حقيقية في التنمية حتى يخرج السكان من العزلة ويواكبون التطور الذي شهدته بعض المناطق، إلا أن المواطنين لا زالوا يشتكون من تدهور الوضع المعيشي العام بسبب الحالة المزرية والعزلة المفروضة على المنطقة، فرغم تخصيص مبالغ مالية للقيام ببعض المشاريع التنموية منها عملية توسيع الطريق الولائي رقم 173 على مسافة 12 كلم وتهيئته، إلا أن شبكة الطرق لا تزال بعيدة عن مستوى تطلعات المواطنين، فالطريق البلدي 271 الذي يربط الطريق الولائي رقم 137 والطريق الوطني 77 على مسافة 12 كلم لا يزال يصارع بعد ا، استفاد من شطرين وبقي ينتظر الشطر الثالث الذي يكلف حوالي 3 ملايير سنتيم مع عملية التزفيت على مسافة 12 كلم، كما يطالب المسؤولين بهذه البلدية بترقيته إلى طريق ولائي بالنظر لضعف ميزانية البلدية وعدم قدرتها على التكفل به،كما أن هذا الطريق يربط أكثر من ثمانية قرى ويفك العزلة عنهم، ناهيك عن أهميته كونه يربطهم بالطريق الوطني رقم 77 الذي يربط سطيف بميناء جن جن بولاية جيجل، والذي من شأنه فك العزلة عن المنطقة، كما أن طريق أولاد حليمة ينتظر الشطر الثاني المقدر ب 2 مليار لتكملة أشغاله وإنهاء معانات المواطنين، وإضافة إلى ما سبق فإن البلدية تشهد مشاكل كثيرة في مجال الصحة لعدم توفرها على عيادة تخفف من معانات السكان ومن تنقلهم إلى بلديات أخرى لهذا الغرض، حيث يوجد بالبلدية ثلاثة قاعات علاج غير كافية، ويطالب السكان بضرورة تسجيل عيادة متعددة الخدمات، في حين توجد قاعة علاج وفرع إداري بأولاد حليمة مستغلين من طرف الحرس البلدي في سنوات الجمر، ولا يزال الأمر على حاله إلى غاية اليوم، حيث تطالب البلدية باسترجاعهم كمرافق يستفيد منهم المواطنين، وإيجاد حل لمقر الحرس البلدي، ومع حلول فصل الصيف فإن المشكل الكبير يتعلق بالمياه الصالحة لشرب خاصة لمركز البلدية سرج الغول، ويبقى الحل حسب مصادرنا في مشروع الماء الأبيض الذي خصص له حوالي 28 مليار سنتيم وتم تعيين مؤسسات الانجاز إلا أنه لم ينطلق بدافع أسباب أمنية، خاصة وأن هذا المشروع يعلق عليه سكان كل من بلديتي سرج الغول وبابور أمال كبيرة لحل أزمة الماء بالمنطقة، معانات سرج الغول لا تتوقف عند هذا الأمر بل امتدت إلى قطاع التعليم، حيث يزاول قرابة 800 تلميذ دراستهم بثانويات كل من بابور، عين الكبيرة وبني عزيز في ظل غياب ثانوية، ونظرا لعدد التلاميذ وكذا توزعهم على عدة بلديات عجزت البلدية عن توفير النقل المدرسي الكافي، هذه المشاكل أثرت سلبا على مستوى معيشة السكان، وجعلت الكثير منهم يفكر في النزوح نحو المدن الكبرى للاستفادة من الكثير من الامتيازات.