طالب سكان بلدية سرج الغول الواقعة في أقصى شمال الولاية والتابعة إداريا إلى دائرة بابور، من السلطات المحلية بالولاية ضرورة النظر إليهم وتسجيل انشغالاتهم ضمن الأوليات جراء ما تشهد من تخلف عميق في مختلف الميادين، وهي الوضعية التي باتت تتراكم من سنة إلى أخرى مؤثرة بالسلب على المعيشة هناك وهو الأمر الذي دفع مئات العائلات من النزوح نحو المناطق الداخلية للولاية، ففي اتصال بسطيف نت أكد هؤلاء عن حرمانهم من أدنى الشروط الكفيلة بحفظ كرامة العيش، انطلاقا من الطريق المؤدي إليها، الذي يعرف حالة جد متقدمة من الإهتراء وصولا إلى انعدام شبكات المياه والصرف الصحي مما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل جلب هذه المادة الحية فيما تتم عملية الصرف الصحي بطريقة أقل ما يقال عنها بالبدائية بما تشكله من أخطار على صحتهم التي تبدو أنها آخر اهتمامات السلطات بسطيف، والأدهى والأمر يقول هؤلاء في فصل الشتاء وأمام انعدام مادة الغاز الطبيعي إذ لم تشهد هذه المنطقة أي مشروع ربط بهذه المادة، فيشتد الطلب على مادة البيتان التي بدورها تنقطع مع كل موجة سوء الأحوال الجوية نظرا للطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة مما يصعب جلب كل أنواع المؤونة ليبقى المواطن السرجي يصارع قصاوة الظروف الطبيعية بمفرده، فكيف يمكن أن نستمر في الحياة ونحن نصارع كل هذه الظروف؟ يتساءل أحدهم بنبرة حزينة ، أما عن التكفل الصحي بالمواطنين في هذه البلدية الفقيرة فهو ضرب من الخيال فالمركز الصحي الوحيد المتواجد بالبلدية لا يضمن سوى تكفل بسيط بالمرضى المجبرين إلى التنقل إلى مركز الدائرة أو حتى التنقل إلى عاصمة الولاية من أجل التداوي، فيما تبقى النساء الحوامل تحت رحمة الله يزدان فراشهن بالطريقة البدائية الأولى فلا إمكانيات تسمح بالنقل لأقرب طبيب يبتعد بعشرات الكيلومترات. فحقيقة بلدية سرج الغول لا تختلف كثير عن أغلب البلديات المتواجدة في عمق ولاية سطيف والتي تكشف الوجه الآخر والموحش لثاني أكبر ولاية في الوطن من كل المقاييس، المنسي فيها السواد الأعظم من الناس دون أن تقشعر مشاعر أحد من أصحاب الكراسي والمسؤوليات قصد النظر بعين الجد لهذه المأساة الحقيقية فالقضية في هذه المناطق تتعلق فقط بالإحساس والشعور بالإنسانية التي وحدها ستحرك العزائم من أجل إنقاض أبناءنا وإخواننا هناك، بدل الجري وراء الهوامش الأخرى التي تبدو أنها باتت أولويات ولاية بأكملها، فأين نحن من ناقتك يا عمر.