عموشة من بين أهم وأكبر بلديات الولاية، حيث يقطنها أزيد من 24 ألف نسمة وتتميز بطبيعتها الخلابة وتاريخها النضالي الكبير، إضافة إلى وجود العشرات من الأساتذة والنخبة والمثقفين الذين برزوا على الساحة المحلية والوطنية من أبناء المنطقة. غير أن المتتبع للشأن الثقافي يمكن له وبسهولة كبيرة ملاحظة مدى الأزمة والكارثة التي تعيشها المنطقة, فعند تجولنا في شوارعها الرئيسية لاحظنا غياب كلي للأنشطة الثقافية والمرافق الشبانية والمراكز الترفيهية والتي تعتبر أكثر من ضرورية في مثل هذه المناطق، خاصة إذا تعلق الأمر بالشباب, حيث علمنا أن المنطقة لم تحتضن أي نشاط ثقافي ولا فني ولا حتى أمسيات أدبية ولا محاضرات وهذا منذ سنوات طوال خلت, وهذا ما أثر سلبا على المردود الثقافي والفكري لسكان المنطقة، رغم أنها من بين المناطق المناضلة والمشهود لها أيضا. وعند لقائنا بالسيد السعيد حسي، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عموشة، أكد لنا بأن المنطقة تعيش ركودا ثقافيا وفنيا وفكريا كبيرا جدا أثر من الناحية السلبية على الشباب، كونهم المتضرر الأكبر, وأرجع سبب هذا الركود إلى غياب تام للجمعيات الشبانية المهتمة بالمجال الثقافي والفني، حيث من غير المعقول أن لا توجد جمعية شبانية في منطقة بها 24 ألف نسمة، مؤكدا عزمه على تشجيع ودعم كل ماله علاقة بالثقافة والأنشطة الفنية والرياضية بالمنطقة. من جهة أخرى، ناشد سكان عموشة السلطات المحلية بضرورة فتح المكتبة البلدية أمام المواطنين، متسائلين عن جدوى بقائها مغلقة رغم نهاية الأشغال بها منذ مدة طويلة، وفي سؤالنا للسيد رئيس البلدية عن المكتبة أوضح أن المكتبة جاهزة، إلا أنها تفتقد للتجهيز والتمويل وهذا الأمر خارج عن إرادة البلدية المعنية. ليبقى بذلك الشاب"العموشي" يعيش العزلة واللامبالاة أمام غياب المرافق الشبانية والتثقيفية ليتجه بذلك إلى الحل الوحيد والمتمثل في التجمع داخل المقاهي كوسيلة للترفيه، محققا بذلك الشعار القائل "مرغمأخاك لا بطل"