هتافات تندد بالنظام المصري وأخرى تشيد ببطولات أهل غزة والفلسطينيين، وشعارات تمجد الإنتصار وتنادي بإعادة أمجاد المنتخب الوطني الجزائري بالمرور إلى المونديال، تطلعات عديدة ومختلفة أبعادها سياسية، كروية ودينية حسب ما أشار إليه بعض رجال الدين الذين اتصلت بهم ''النهار'' أمس، لتشخيص طبيعة الإنتصار الذي حققه المنتخب . الجزائري عبرت الجماهير الجزائرية، ليلة أمس، عقب الإنتصار الذي حققه الخضر على حساب المنتخب المصري، عن رغبتها الجامحة في بلوغ المونديال، غير أن شطرا آخرا من المناصرين والجماهير التي خرجت تجوب الشوارع بعد نهاية المباراة فضلت التعبير عن الإنتصار في طابع آخر، أخذ جانبا سياسيا بحتا خاصة بعدما ردد هؤلاء شعارات منددة بالنظام المصري ومشيدة ببطولات أهل غزة ضد الإسرائليين. تذكر الشعب الجزائري أمس، في مسيرات الفرح التي جابت عواصم المدن الكبرى، المسيرات الغاضبة التي خرج فيها منددا بالجرائم التي اقترفها الإسرائيليون في حق الفلسطينيين، والتي أراد حينها الوصول إلى السفارتين المصرية والأمريكية بحيدرة، الشيء الذي جعله يعتبر الفوز بمثابة الإنتقام من النظام المصري لما حدث في غزة، خصوصا رفض دولتهم لفتح المعابر، الأمر الذي أدى إلى إتلاف أدوية ومؤونة كانت موجهة لدعم الفلسطينيين. وقال عدد من علماء الدين اتصلت بهم ''النهار'' أمس، ردا على الشعارات التي أطلقتها الجماهير الجزائرية، بأن الشعب الجزائري له مبرر في ذلك على غرار الشيخ عبد الفتاح الذي أكد أنه سمع هذه الهتافات عقب المباراة، حيث قال بأن الإنتصار هو انتصار كروي على المنتخب المصري الشقيق وأن ما ردده المناصرين ضد النظام المصري كان كردة فعل عن التخاذل الذي سجلته السلطة اتجاه الفلسطينيين وشعب غزة. وأضاف الشيخ عبد الفتاح بأن هتافات المواطنين كانت تعبر عن الغيض الدفين الذي عاشه الجزائريون أيام الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة أن الحل الوحيد كان يكمن في فتح معبر رفح لفك الحصار على الشعب الفلسطيني، إذ ظهر الموقف المصري متخاذلا أمام القضية الفلسطينية حيث أتلفت أطنان الأغذية والأدوية التي كانت موجهة إلى هناك، في الوقت الذي كان في الإمكان تجاهل القوانين الدولية فالأمر يتعلق بحياة شعب مسلم بأكمله وبهذا تكون هتافات الشعب الجزائري وشعاراته سياسية ودينية بحتة. وأشار الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية علماء المسلمين إلى أن الجزائريين والمصريين إخوة مسلمون غير أن هذا الإنتصار لا يمكن أن يخرج عن الجانب الكروي. موسى.ب/ياسين.ب في انتظار حضور المباريات في الملعب ب''الزغاريد'' والخروج في مواكب السيارات احتفلت نساء الجزائر ما إن أعلن حكم المباراة عن انتهاء المقابلة المصيرية التي جمعت بين المنتخب الجزائري ونظيره المصري والتي أسفرت عن الفوز الساحق للخضر على الفراعنة ب3 أهداف لهدف واحد، لم يكن من الجزائريين سوى الخروج إلى الشوارع في مواكب من السيارات احتفالا بهذا النصر وتعبيرا منهم عن فرحتهم التي طالما انتظروها وتمنوها منذ أمد بعيد، فالفرحة لم تترك مجالا للتفرقة بين رجل وامرأة أو كبير وصغير، أو حتى شخصية معروفة أو غير ذلك. ولعل أهم ما ميز هذه في هذه الاحتفالات هو خروج النسوة ضمن هذه المواكب ووقوفهن على شرفات المنازل، وفي ساحات الأحياء والشوارع، أين تعالت زغاريدهن والصرخات لفوز الفريق الوطني. ''النهار'' من جهتها قابلت بعض النساء العاصميات من أجل رصد بعض مظاهر احتفالهن بفوز المنتخب الوطني، حيث قالت ''دليلة'' أنها لم تستطع مسك نفسها عن الزغردة بمجرد الإعلان عن انتهاء المباراة، أين أوضحت أنها كانت تزغرد دون علم أبيها، وذلك بالذهاب إلى مكان متخف من المنزل. ومن جهتها ''منال'' أكدت في حديثها مع ''النهار'' أنها قد خرجت وعائلتها قبل انتهاء المباراة ب 5 دقائق، وذلك تعبيرا منها عن الغبطة الكبيرة التي انتابتها، أين أرادت مقاسمة تلك الفرحة مع الجماهير، التي كانت تعج بها الطرقات وأحياء العاصمة. كما أوضحت ''خليدة'' وهي شابة في العشرين من عمرها، أن خروجها ضمن مواكب الاحتفالات كان حلما بالنسبة لها وفوز المنتخب الوطني كان فرصة لتحقيقها، في انتظار تحقيق حلم حضور المباريات في الملعب. ومن جهتها ''خالتي كريمة'' وهي عجوز في الستينيات من عمرها قالت أنها لم تستطع منع نفسها من الرقص في ساحة الحي، خلال الفرجة التي صنعها ال ''دي.جي'' الذي تبرع لإحياء هذه الفرحة، مؤكدة ل ''النهار'' أن نصر الفريق الوطني قد ذكرها بالكرة الجزائرية أيام الثمانينيات. كتيبة. ي