تڤرت كبقية المدن الجزائرية ليلة سعيدة صنعتها أقدام النخبة الوطنية ورفاق زياني الذين كانوا في المستوى، وأثبتوا للجميع أحقيتهم باللقاء، وقدموا هدية تاريخية لأنصارهم لن تنسى لعقود، حيث تحولت المدينة إلى ساحة من الأفراح والزغاريد، مع تسجيل كل هدف. مقهى الحلمية قبلة الجميع بإقتدار كما عودت الجميع في كل مرة سيما في السهرات الأوروبية لأبطال أوربا، كانت مقهى الحلمية في الموعد، حيث قطع الطريق الرئيسي المؤدي إليها بالكامل-حبست أنفاس كل من كان بها- طوال 45 دقيقة الأولى، ليتنفس الجميع وينفجر الكل مع إمضاء الهدف الأول لعناصر النخبة الوطنية، حيث عمت حالة من الهستيريا لأكثر من 2000 شخص حاضر بالمقهى، جاؤوا من كل مدينة تڤرت لمتابعة اللقاء، وما إن أعلن الحكم الجنوب إفريقي نهاية المواجهة حتى انطلقت الأفراح والهتافات بحياة اللاعبين وسعدان إلى غاية الرابعة صباحا، وقد صرح العديد من المناصرين الذين إلتقت بهم "النهار"، عن سعادتهم التي لاتوصف بهذا الإنتصار التاريخي، والذين أصروا على مراسل "النهار" على أن يتابع اللقاء معهم ليقف عن كثب عن كل صغيرة وكبيرة، وقد امتزجت دموع الفرح بدموع الانتصار على المصريين، حيث قال أحد الأنصار أن أمنيته الوحيدة هي الفوز على المصريين وبنتيجة عريضة، ولو شاء الله أن يتغمده المولى برحمته فليكن ذلك، وغير بعيد عن هذا إلتقت "النهار "، لاعب المنتخب السابق اللاعب الدولي حسان غولة والذي عبر عن سعادته كبقية الجزائريين بهذا الإنتصار، مقدما تشكراته الكبيرة لعناصر الفريق الوطني، وبصفة خاصة للمدير الفني الوطني الشيخ رابح سعدان. شاشات عملاقة بكل أرجاء المدينة لم تخلو أية ساحة عمومية، إلا وثبت بها شاشة عملاقة زادت المباراة جمالا، وخففت على المتابعين حر الصيف، وأضفت عليهم حرارة إضافية جميلة هي حرارة الروح الوطنية، حيث تناسى الجميع مشاكلهم وخلافاتهم والتفوا حول المنتخب قائلين كلمة لكل العالم، بأن الجزائر فوق كل اعتبار، وأن الجزائر هي أغلى ما يملكه أي جزائري، وما ميز هذا اللقاء هو أن جل التكهنات التي قيلت قبل اللقاء، كانت في محلها لاسيما ما قاله أحد المهوسين بحب المنتخب المناصر الوفي تقي الدين زيدي 24 ساعة قبل اللقاء، بأن جبور أو مطمور سيسجلان وهو ماكان فعلا، وأن قائد الأوركسترا والسنفونية الجزائرية زياني سيكون في الموعد، وهو ما تحقق في الميدان، وأما الشيء المميز الذي وقفت عليه "النهار"، هو دموع أحد الشيوخ الكبار في السن، والذي تجاوز السبعين سنة لحظة تسجيل الهدف الأول، وقد تذكر حينها رفقاء بلومي و عصاد وماجر، كيف كانوا يصولون ويجولون في الميادين الإفريقية والعالمية، لينفجر مقهى الحلمية من جديد، ويطرب هذا الشيخ المناصر بأغنية بقت لساعات طويلة، "يابابا ما تبكيش دزاير اليوم رابحة مصر وما فيش".