بلدية الرويسات، بتاريخ 8 يوم من شهر جويلية سنة 2008، بإعداد العدة لتهديم 3 أعشاش صفيحية بأقصى جنوب منطقة الزياينة، كان يسكنها مواطنون أقل ما يكمن القول عنهم أنهم ينتمون إلى فئة بني البشر، حيث أعدت ذات المصالح ترسانة من العتاد الثقيل من جرافة وشاحنات وتسخير لقوات الأمن لتهديم ثلاثة أكواخ كانت تأوي أفقر الناس في أغنى مدينة، بدعوى القضاء على البيوت الصفيحية و القصدير بعاصمة النفط ورڤلة. قامت "لنهار" بزيارة معاينة للعائلة التي تتكون من أب وأم و5 بنات، والتي قامت بلدية الرويسات بتهديم عشتها الكائنة بأقصى جنوب حي الزييانة، على الطريق المزدوج، حيث أكد رب العائلة سعود علي 54 سنة، بأنه يعاني من التشرد والترحال المتواصل من كوخ لآخر منذ تاريخ قيام البلدية بتهديم القربي الذي كان يأويه رقفة زوجته وبناته الخمس، كما أكد أنه كان يسكن قبل تاريخ التحاقه بهذا العشة الصفيحية بورشة للبناء تابعة لأحد الخواص، وهو ما أثبته محضر اثبات حالة لمحضر قضائي، تحصلت "النهار" على نسخة منه، وعلى نسخة كاملة من ملف بقضيته العالقة، غير أن المصالح المعنية حكمت عليه بإخلاء الورشة ومنذ ذلك الوقت وهو في رحلة معاناة دامت أكثر من سنة ونصف كاملة، قضاها هذا الكهل داخل الخم المبني أساسا من بقايا الحديد الخردة و بعض الألواح والقماش الخاص بخيام الصيف، غير أن البلدية قامت بتهديم هذا الكوخ الصائفة الماضية بدون أن ترسم لأصحابها وجهة معينة، أو تقوم بإنزالهم بمركز عبور أو إيواء، في انتظار استفادتهم من سكنات لائقة تكرم وجوهم وترفع عنهم تجاعيد الشقاء المحفورة بقوة في وجوه البنات الخمسة وأمهم، كما أكد عمي علي بأنه قد أودع ملفا لطلب سكن اجتماعي يعود تاريخه إلى سنة 1998، وآخر مؤرخ بتاريخ 28 أوت 2006، ومجدد بتاريخ 1 ديسمبر 2008، وهو ما أثبتته الوثائق التي تحصلت "النهار "على نسخ منها، كما أكد نفس المتحدث بأنه قد أرسل رسائل خطية إلى كافة السلطات المحلية، وهو ما أثتبته الوصولات المتعلقة بالرسائل المضمونة المؤشر عليها من طرف كل والي ولاية ورڤلة بتاريخ 12 أفريل 2008، ورئيس المجلس الشعبي الولائي بنفس التاريخ، ورسالة خطية أخرى ضمنها الكهل علي سعود معاناته، وأرفقها بصور العائلة و صور "الڤربي" المحطم إلى رئيس الحكومة، مستلمة بتاريخ 31 أوت 2008، وأخرى لوزارة الداخلية وأخرى إلى أعلى هرم في السلطة، أي؛ إلى الرجل الأول في الدولة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مستلمة بتاريخ 25 أوت من نفس السنة، مؤكدا بلسان الجريح المغلوب على أمره، بأنه يتوسل السلطات المحلية وكل أصحاب البر والإحسان و أغنياء المدينة وأبناءها الأصحاء، بمساعدته على كراء أو اقتناء سكن اجتماعي يقيه ويقي خمسة بنات و أمهم من جحيم التشرد الذي تعيشه العائلة، منذ أزيد من سنة من الزمن، كما يناشد المسؤولين محليا لإنصاف عائلته وإنقاذها من الضياع، بأخذه بعين الاعتبار في التوزيع المقبل للسكنات الإجتماعية بورڤلة.