تحولت ظاهرة الأشرطة المتداولة عبر النقال ''البلوتوث''، بعدما كانت تستعمل في التسلية والمزح عبر أجهزة النقال إلى جرائم حقيقية يعاقب عليها القانون وبحاجة إلى تجنيد مختلف الأطراف الأمنية لملاحقتها وتوقيف فاعليها ومروجيها، بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء بالإساءة إلى المقدسات الإسلامية ورموز الدولة دون وازع أخلاقي ولا حس وطني. ''النهار'' وقفت على عينات عديدة لتلك التجاوزات والجرائم لتكشف عن الوجه الآخر للجريمة التي من شأنها تشجيع الفساد والتحريض على العصيان في وقت تجاوز فيه عدد مستعملي النقال المحمل بفنيات البلوتوث أكثر من 12 مليون جهاز تروج للفتنة وضرب المقدسات بطريقة الاستخفاف والازدراء والقذف. عاهرات يرقصن عاريات على صوت الآذان داخل كباريهات من أغرب وأخطر ما شاهدنا، تلك الصور الشيطانية عند بعض الأشخاص يروجون لمشاهد مرئية ومسموعة لراقصة داخل ملهى تقوم بشطحات على الطريقة المصرية على وقع الآذان، حيث ترقص بجسدها حسب صوت المؤذن العذب وبلوتوث آخر يصور عاهرة عارية تماما فوق طاولة وهي تحرك أنحاء جسمها الإغرائي على وقع ترتيل لسور القرآن الذي تطمئن إليه القلوب وتقشعر له الأبدان دون خجل ولا وجل من غضب الله، والأغرب في المشهد الضحكات الهستيرية لمجموعة من البالغين وهن يشاهدن بمتعة هذه اللقطات الجهنمية والقبيحة بما بلغته من ازدراء للدين ومساس بحرمة القرآن الكريم. وهناك لقطات أخرى يحملها أصحاب النقال لراقصات يقمن بشطحات من أعلى المآذن، حيث تعمد مخرجوها إلى ابتكار مونتاج يدمج بيوت الله في صور إباحية، كما تحمل بعض اللقطات محجبات بجلابيب وهن يقمن بممارسات جنسية على شاكلة المواقع الإباحية التي توظف صور المحجبات في ترويج أفلام الدعارة والجنس. مسؤولون كبار يسبون الشعب ويسخرون من الشهداء من المشاهد المفبركة التي يروجها الآلاف إن لم نقل الملايين عبر بورتابلاتهم تلك التي يحرف فيها صوت رئيس الجمهورية الحالي والرئيس هواري بومدين وهما يسبان ويشتمان الشعب في إحدى المؤتمرات المزعومة بتقليد عالي التقنية، يخيل لسامعه وشاهد صوره كأنه حقيقي تماما، والأخطر من كل هذا عندما يتلفظ زعماء الدولة الذين يتعرضون للمونتاج والفبركة إلى الاستهزاء بالشهداء المقدسين بكلمات بذيئة لا يمكننا استعمالها في النشر مطلقا، حيث تحمل أفلاما مسموعة ومرئية تستغرق أكثر من نصف ساعة، في خطب كلها سب وشتم ومنسوبة إلى رؤساء دولة وزعماء تاريخيين وقادة في الجيش، تشكك في استشهاد أبطال الثورة وتهزأ من الشهداء وأبنائهم وتمجد الاستعمار وتحيي فرنسا، مما يطرح مزيدا من التساؤلات عن الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة المسعورة التي ينفذها شباب الجزائر. أشرطة جنسية تحولت إلى جرائم شرف من المظاهر الخطيرة التي أخذت منحى آخر في استعمال البلوتوث، تلك التي يقوم بها أصحابها بتصوير عن بعد فتيات ونساء متزوجات يتجولن في الطريق العمومي لتلتقط لهن صورا عادية ثم يعمد المجرمون بواسطة تقنيات الإعلام الآلي والمونتاج إلى إدماجها في صور بطلات أفلام الجنس التي تروج عبر شبكة الأنترنيت ثم يقومون بتوزيعها عبر الرسائل المرئية ليتلقاها آلاف الأشخاص والذين يشاهدون صور نساء حقيقيات من حيث الوجه دون الانتباه إلى بقية الجسد، وهذا ما زاد في حيرة الكثير من العائلات المحافظة التي تفاجأ بعضها بصور بناتها في وضعيات مخلة بالشرف وفي أماكن معروفة، ومن الصعب ملاحظة الفبركة، ولعل مساومات صور النقال بدأت تفرض ملفاتها وقضاياها بعدد مدهش لدى مختلف المحاكم وسببت الكثير من جرائم الشرف، وهي سابقة شؤم في المجتمع الجزائري ومن شأنها نخر جسمه وتفكيك روابطه وإزالة قيمه. فضائح البلوتوث الجزائرية محل سخرية وإهانة في المنتديات العربية تحولت فضائح البلوتوث التي يبدعها ويؤلفها شباب جزائريون المادة الدسمة لمختلف المنتديات والمواقع الإلكترونية المقدرة بالآلاف على شبكة الأنترنيت ولا سيما المواقع المغربية والتونسية وكذا بعض مواقع بلدان الخليج العربي ومصر، حيث يقومون باستعراضها بعد الحصول عليها بمختلف الطرق ويتم عرضها ثم التعليق عليها بأبشع الأوصاف، واصفين الشعب الجزائري بنعوت يندى لها الجبين وأن الجزائر تحولت إلى بيت دعارة كبير، وأن الجزائري يدفعه الجوع إلى بيع عرضه والتلاعب بشرفه، فقد قال أحد المغاربة معلقا على شريط ''أيها الجزائري أعرني زوجتك بضعة أيام تلتها تعليقات تمس برموز الدولة الجزائرية من تاريخ ومسؤولين.ويبقى أن نشير بأن قانون العقوبات الجزائري يجرم فعلا مروجي ومجرمي مثل هذه الفضائح المقترنة بالمساس بأمن الدولة والإساءة إلى رموزها واستعمال مختلف وسائل النشر والإشهار والاتصال في تسويق الفساد والإساءة إلى شرف واعتبار الأشخاص بالإضافة إلى جرائم الأتترنيت التي أدمجها المشرع الجزائري، كما أنه من واجب مصالح الأمن المختلفة الاضطلاع بدورها في وضع حد لهذه المهازل والجرائم ومعاقبة المتسببين فيها والمتواطئين والمشاركين فيها.