"الطفولة السعيدة" لأضخم مشروع في الجزائر موجه لفئة الأطفال، هذا ما كشف عنه المدير التنفيذي لهذه الجمعية، سليمان بن يوب في حوار مع " النهار"، مؤكدا أن المشروع يمس كافة مجالات اهتمام الطفل، وسيكون مفخرة لكل الجزائريين. ويضيف محدثنا أن المشروع الكبير للجمعية، هو مجمع للعلوم والتسلية للأطفال، سيكون الأول من نوعه في الجزائر المتخصص في ميدان الطفل، فيه جناح العلوم وقاعات المطالعة ومكتبة كبيرة، بالإضافة إلى مساحات خضراء، ملعب رياضي، جناح خاص برياض الأطفال. وملفه التقني جاهز والمشكل بقي في الأرضية المخصصة له والتمويل، وتبلغ تكلفة إنجازه 7 ملايير ونصف سنتيم، وهو مبلغ يصعب على الجمعية توفيره من مال المتطوعين فقط. وأضاف ابن يوب أن مشاركة الجمعية في بعض الفعاليات الثقافية الوطنية مؤخرا، كان من بين أهدافها رصد رؤية المهتمين والمختصين والمؤسسات الوصية التي بإمكانها تموين هذا المشروع، الذي يستطيع أن يستقطب 260 طفل دائما، و500 طفل في الأعياد والمناسبات المختلفة. ويقول أن مشاركة الجمعية في آخر صالون دولي للكتاب بالعاصمة مثلا، كان الغرض أيضا هو الجانب الإعلامي للتعريف بالجمعية وبالمشروع الضخم الذي تحضر له، وعرضه على المهتمين، وتناشد جمعية الطفولة السعيدة وزير التضامن الوطني ووزير التربية الوطنية مساعدتها، لانجاز مشروع مجمع العلوم والتسلية الذي هو معطل إلى حد الساعة، بسبب مشكل الأرضية والتمويل. مواعيد ثقافية على مدار العام جمعية "الطفولة السعيدة" بالعطف التي تأسست في 30 جوان 2004، تقبل سنويا على مواعيد ثقافية هامة، ومن بين تلك المواعيد، يقول ضيف "النهار" "تظاهرة يوم مع الكتاب، وقد حرصنا على تنظيمها سنويا يوم 25 مارس في سوق بلدية العطف، وحضرها هذه المرة أزيد من 1300 طفل في يوم واحد، وطالبنا وزارة الثقافة بأن تجعل هذا اليوم في كل سنة يوما وطنيا للمطالعة. ويقسّم الأطفال حينها إلى ورشات للمطالعة، الإعلام الآلي، الرسم وغيره من الفنون، وهذا بحضور حافلات المكتبة الوطنية التي تعاونت معنا بشكل كبير". تنظيم ملتقى عربي سنة 2010 في سياق حديثه ل"النهار"؛ أضاف سليمان بن يوب أن جمعية الطفولة السعيدة نظمت ملتقيين للطفل والكتاب، الأول وطني والثاني مغاربي، وحضرته جمعيتان مغربية وتونسية في مجال الطفل، في خطوة من أجل التحضير للملتقى العربي الذي تحضر الجمعية لاحتضانه في مارس 2010، بالإضافة إلى تنظيم معرض كتاب الطفل على هامش الملتقى المغاربي، وإقامة عدة نشاطات في مختلف ولايات الوطن منها الجزائر العاصمة، وهران، ورڤلة، قسنطينة، أدرار. وفتحت الجمعية مركزين في العاصمة خلال الصيف للمطالعة والترفيه، وهذا تنفيذا للتوصية التي خرج بها الملتقى الثاني، والرامية إلى تعميم مراكز المطالعة على ولايات الوطن، ويأمل محدثنا في تدعيم من طرف الجهات الوصية، حتى يكون مشروعا رائدا. وفي إطار المشاركات خارج الوطن، أشار المدير التنفيذي إلى مشاركة الجمعية في مهرجان الطفولة بسوريا، ومثلت الجزائر أحسن تمثيل، وسمح لهم المهرجان بتكوين علاقات متميزة مع مؤسسات في مختلف الدول العربية. تناقص الانحراف وحب أكبر للكتاب هذه المشاريع وغيرها التي دأبت الجمعية على تنظيمها بصفة دورية، كان لها دور إيجابي جدا في القضاء على كثير من انحرافات الأطفال والقصر ببلدية العطف، وهذا حسب إحصائيات مصالح الدرك، يقول محدثنا، حيث تبين في السنوات الثمانية الأخيرة، أن نسبة الحوادث المتعلقة بانحرافات الطفل في مدينة العطف قلت بنسبة كبيرة. وتثمينا لهذا الجهد، طالبت عدة جمعيات مدها بتجربتها في منهجها التربوي القائم على نشر الأخلاق والقيم الفاضلة. وقد تمكنت الجمعية كذلك من ترسيخ فكرة المطالعة وحب الكتاب واستفاد عدد كبير من الأطفال في غرداية وبعض الولايات المجاورة، من كتب قيمة أهدتها لهم الجمعية. ومن محاسن هذا النشاط، ظهر جيل جديد في السنوات الأخيرة يحب الكتاب ويهتم به بطريقة كبيرة، ونشأ جيل موهوب في الإعلام الآلي والشطرنج، وتخلص الكثير من الأطفال من عقدة الخوف والخجل المرضي وبدأ يتكلم بطلاقة. الأولياء مرتاحون لتحسن نتائج أبنائهم وبخصوص ردود فعل الأولياء حول كل هذه المبادرات، يقول مسؤول الجمعية، أن بعض الآباء أبلغوهم بتحسن أطفالهم من الناحية الدراسية والأخلاقية، بما أنهم يتلقون دروسا تدعيمية مجانا في جميع المواد الدراسية، حيث بلغت نسب النجاح أرقاما عالية وصلت بإحدى المتوسطات إلى مائة بالمائة، ونسبة النجاح في البكالوريا نسبة 96 بالمائة. وفيما يخص التمويل "نعتمد في الأساس على المساعدات التي تصلنا من الأولياء، وفيه مساهمات بسيطة من حين لآخر من طرف وزارتي الثقافة والتضامن، خاصة في الملتقيات الوطنية، وبالرغم من الإمكانيات القليلة إلا أن إرادتنا أكبر، خاصة وأننا في الجنوب الجزائري في شبه عزلة عن مراكز الترفيه والتسلية الموجودة في الشمال". وفي ختام حديثه، أشار سليمان بن يوب، إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالأطفال في مجتمعاتنا، والحرص على تنشئتهم تنشئة سليمة تحقق لهم التوازن النفسي والاجتماعي، وهو الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على مستقبلهم.