النقل داخل مدينة الجلفة، يعيش أوضاعا كارثية أمام الصمت المطبق من قبل الجهات الوصية عن هذا القطاع بولاية الجلفة، حيث تشهد مدينة الجلفة في الآونة الأخيرة، حركة مرور غير عادية لم تشهدها من قبل، نتيجة تدعيم حظيرة الولاية بآلالاف من السيارات، وهو ما نتج عنه اكتظاظ كبير جدا داخل طرقات المدينة التي لم تعد تستوعب هذا الكم الهائل من المركبات، وهو ما أثر سلبا على سير السيارات التي ما تزال تسير على الطرقات القديمة وهيكل المدينة الذي يعود إلى سنوات التسعينيات وما يزال مخطط السير الذي انتهجته مدينة الجلفة على حاله، بالرغم من التغيير الجذري، حيث ما تزال بعض الطرقات كما هي، على غرار الطرقات المؤدية إلى الحي الجديد المرحوم محمد بلبيض، التي ما تزال الطرق المؤدية إليه قديمة، وهو ما عطل حركة السير خصوصا مع ارتفاع نسبة السكان بالجهة الجنوبية لمدينة الجلفة، بعد أن تم تشييد بعض الأحياء الكبيرة وهو ما يحتاج إلى إعادة النظر في مخطط السير لفك الخناق عن طرقات وسط المدينة، وما زاد من اختناق الطرقات، انطلاق مؤسسة النقل الحضري التي بها أكثر من عشرين حافلة كبيرة، والتي زادت من ضيق الطرقات. وعلى غرار هذا تشهد محطات النقل الحضري فوضى عارمة واختلاط في جميع الاتجاهات، حيث يصعب العثور على المحطات بسبب عدم وجود اللافتات التي توجه إلى أحياء المدينة، بالإضافة إلى عدم الحصول على وسيلة نقل من وإلى الأحياء الشعبية الراقية كالجلفةالجديدة، الولاية، المستشفى وحي الرويني حيث يبقى المواطن ينتظر لساعات تحت أشعة شمس الحارقة، للظفر بسيارة نقل، كما نجد أن هناك محطة واحدة توجه إلى أكثر من حي واحد، وهو ما خلق تلك الفوضى بوسط المدينة، وما يزال مواطنو مدينة الجلفة ينتظرون بعض المشاريع التي من شأنها أن تخفف من اختناق حركة المرور، كمشروع الطريق الذي يربط بين حي الوئام ووسط المدينة مرورا بحي بن تيبة، ويرى بعض المختصون أن هذا الطريق سيساهم بشكل كبير في تخفيف حركة المرور، في حالة شق الطريق في حي بيرو عرب. من جهة أخرى؛ ينتظر سكان حي مائة دار توسعة الطريق المحاذية لسوق الرحمة، وهذا من أجل تخفيف حركة المرور التي غالبا ما تكتظ في كل مساء، إلى جانب هذا فإن هذا الطريق يؤدى إلى الحي الجديد المرحوم محمد بلبيض، وهو ما يتطلب إعادة النظر فيه في أقرب الآجال، وما زاد من قلق وتذمر المواطنين ارتفاع أسعار أجرة النقل الحضري بنسبة 50 بالمائة وبالرغم من تدعيم المدينة بالعديد من حافلات الخواص، إلا أنها لم تخفف من معاناة المواطن الذي يبقى كل ليلة وضحاها يستيقظ على قرار جديد عنوانه " طلع ما في جيبك ''، في حين يكون رد الإدارة '' الله غالب ''، "خاطينا شوف جهات أخرى"، وهي الوضعية السائدة في القطاع رغم المعاناة والظروف، وفي ظل توافق الفرص والمصالح ليس إلا.