حققت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا عبر الولايات قفزة نوعية منذ سنة 98 أي منذ 12 عاما، فقد انتقلت أفضل نسبة من 37.47 في المائة وحققتها ولاية معسكر في العام 98 إلى 79.41 في المائة وسجلتها هذا الموسم ولاية تيزي وزو، في حين ماتزال العديد من الولايات الداخلية والجنوبية في ذيل الترتيب فيما يتعلق بنسب النجاح المسجلة سنويا. وتمكنت تيزي وزو من الحفاظ على المرتبة الأولى لثلاث سنوات متتابعة، أي منذ العام 2008، كما أنها استطاعت طيلة 12 عاما أن تتبوأ مراتب متقدمة على المستوى الوطني، إلى جانب ولاية تيبازة التي حققت المرتبة الثانية لموسمين متتابعين، وتليها العاصمة بنواحيها الغربية والشرقية والوسطى، فقد تمكنت العاصمة من البقاء في المراتب الأولى، في حين أنها كانت تحقق نتائج غير مرضية منذ سنة 98 إلى غاية 2007، رغم الإمكانات التي تتوفر عليها مقارنة بباقي الولايات، ولم تستطع الجزائر العاصمة التي تضم العدد الأكبر من التلاميذ والمؤسسات التربوية من منافسة ولايات داخلية كثيرة، في مقدمتها ولاية غليزان التي حققت الاستثناء منذ سنة 98 إلى غاية 2010، فقد احتلت المرتبة الأولى لسنوات 2002 و2003 و2004 ثم 2006، إلى جانب تحقيق المرتبة الثانية لثلاث سنوات متتابعة، في حين أنها تراجعت خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فقد احتلت هذا الموسم المرتبة 18، بنسبة إجمالية قدرها 65.12 في المائة. كما تعد تيبازة من ضمن الولايات التي تحقق نتائج جيدة في شهادة البكالوريا، وهي أيضا من الولايات القلية التي استطاعت الاحتفاظ بالمراتب الأولى بعد أن احتلت سنة 98 المرتبة 22 بنسبة نجاح إجمالية قدرها 23.79 في المائة، لتحقق هذا الموسم نسبة 76.72 في المائة، وتعد معسكر من الولايات التي تحقق نتائج جد مرضية في امتحانات شهادة البكالوريا، إلى درجة أصبحت تلفت انتباه المعنيين بقطاع التربية الوطنية، وقد تراوحت مرتبتها ما بين الأولى والسادسة إلى غاية 2010، حيث بلغت نسبة النجاح على مستواها 74.37 في المائة. وتبقى الولايات الكبرى على غرار العاصمة وعنابة ووهران وقسنطينة وسطيف، تطرح جملة من علامات الاستفهام بسبب فشلها في إحراز تقدم ملموس فيما يخص المراتب التي تحققها سنويا، وأيضا من حيث نسب النجاح، وهي تقترب في ذلك من ولايات داخلية كثيرة، مثل البيض وعين الدفلى والبليدة وتيارت من حيث احتلالها مراتب متأخرة. وتؤكد إحصاءات وزارة التربية الوطنية فيما يتعلق بترتيب الولايات من حيث نسبة النجاح في البكالوريا منذ العام 98، تفوّق الولاياتالغربية الداخلية بشكل ملفت للانتباه، مما يدعو إلى إعداد دراسة شاملة ودقيقة حول أسباب تخلف ولايات يفترض أن تحتل مراتب متقدمة، مقابل تقدم ولايات أخرى لا تتوفر على نفس الحجم من الإمكانات البشرية والمادية. وتبقى الولايات الجنوبية في ذيل الترتيب منها الجلفة وتندوف وبشار والوادي والمسيلة وكذا إليزي إلى جانب بسكرة التي تقهقر ترتيبها مقارنة بسنوات سابقة، وهي مؤشرات تدعو الهيئة الوصية إلى مراجعة سياستها مع تجنيد المزيد من الوسائل والإمكانات.